ينتظر أن يوقع الاتحاد الدولى «فيفا» عقوبات على المنتخب الجزائرى لعدم حضور أى عضو من أعضاء جهازه الفنى المؤتمر الصحفى الذى عقد بعد المباراة، والذى دونه فى تقريره السودانى كمال شداد، مراقب المباراة من لجنة المسابقات بالفيفا، وكانت حالة من الاستياء قد سيطرت على الإعلاميين المصريين والجزائريين الذين تواجدوا بالمؤتمر لعدم وجود أى من أفراد الجانب الجزائرى للرد على استفساراتهم فى الجوانب الفنية للقاء. يأتى هذا فى الوقت الذى أكد فيه شوقى غريب، المدرب العام للمنتخب الوطنى، أن فريقه جاهز تماماً لمواجهة بعد غد «الأربعاء» فى ملعب أم درمان والذى سيحدد الممثل العربى الصاعد لمونديال جنوب أفريقيا 2010، وقال غريب إن العزاء الوحيد للفريق الذى سيخسر المباراة هو أن الصاعد سيكون منتخباً عربياً شقيقاً أياً كان خصوصاً بعد الخروج الأخير لمنتخبى تونس والبحرين اللذين كنا نعول على تواجدهما فى المونديال المقبل. وشدد غريب على أن التوفيق لعب دوراً كبيراً فى القرعة التى أجراها الفيفا لتقام المباراة الفاصلة على ملعبنا ووسط جماهيرنا بالسودان التى وقع اختيارنا عليها لاستضافة المباراة، وكشف غريب أن الاختيار لم يكن مصادفة ولكن كان بناء على أسباب قوية تكمن فى علاقتنا الوطيدة بأشقائنا السودانيين الذين نرتبط معهم بصلة الدم، فضلاً عن الارتباط بعاملى اللغة والدين. وأضاف غريب أن الجهاز الفنى للمنتخب لديه أوراق عديدة جاهزة لتنفيذ أى مناورة يراها حسن شحاتة للقاء المقبل لإخفاء الطريقة التى سنؤدى بها، خصوصاً أنها بالطبع ستختلف كثيراً عن التى خضنا بها مباراة أمس الأول، والتى كنا نحتاج فيها للفوز على الأقل بفارق هدفين بعكس اللقاء المقبل، الذى تتساوى فيه كفتنا مع المنتخب الجزائرى، حيث الفوز بهدف وحيد كفيل بصعود أحد المنتخبين للمونديال. وأشار إلى أن المناورات أمر طبيعى فى كرة القدم ونحن لجأنا إليها خلال الأيام التى سبقت المباراة، وأخفينا بعض الأمور عن رابح سعدان وجهازه المعاون، كما أن المدير الفنى للجزائر ظل يناور خلال الفترة الماضية وهذا حقه بإعلانه غياب بعض نجومه للإصابة وفوجئنا بهم يلعبون المباراة من بدايتها. وقال غريب إن الجهاز الفنى للمنتخب جاهز لمواجهة بعد غد، خصوصاً أنه كان مخططاً ضمن برنامجنا خوض مباراة فى اليوم نفسه مع المنتخب الألمانى، تم إلغاؤها بسبب موقفنا فى التصفيات الأفريقية، وبالتالى فلن نتأثر بفارق الأربعة أيام التى تفصل بين المباراتين. وشدد المدرب العام على أن المنتخب الوطنى لديه حلم مشروع بالوصول للمونديال، والجزائريون أيضاً لهم نفس الحلم ومن حق الجميع أن يسعى للمشاركة فى المعترك العالمى الذى ستستضيفه جنوب أفريقيا فى العام المقبل. وأضاف أن المباراة الفاصلة ستكون الأولى بمشوارنا بالتصفيات التى سيكتمل فيها عقد فريقنا بعد تماثل حسنى عبدربه للشفاء، وكذلك الاطمئنان على مستوى عماد متعب وعودة وائل جمعة من الإيقاف الذى حرمه من المشاركة فى المباراة الماضية، وقال إن المنتخب عانى خلال مشواره بالتصفيات من غياب عدد كبير من عناصره الأساسية لأسباب مختلفة، منهم عماد متعب وأحمد فتحى وزيدان وشوقى وحسنى عبدربه ورغم ذلك نجح المنتخب فى تخطى كل العقبات التى واجهته وتساوى مع المنتخب الجزائرى فى كل شىء. وعن المباراة الماضية، أكد غريب أن فريقه واجه تحديات كثيرة، حيث كان لزاماً عليه الفوز بفارق هدفين على الأقل بعكس المنتخب الجزائرى الذى كان أهدأ أعصاباً لتقدمه علينا بفارق ثلاث نقاط وهدفين، ولديه عدد وافر من الفرص، حيث كان يكفيه التعادل أو الهزيمة بفارق هدف ليصعد إلى المونديال. وأشار إلى أن الجهاز الفنى أجرى عدة تغييرات هجومية بإشراك متعب وبركات وأحمد عيد لأنه لم يكن لدينا خيار سوى إحراز هدف ثان، وبالتالى نتج عن الاندفاع الهجومى العديد من الأخطاء الدفاعية الفادحة التى كادت تكلفنا دخول هدف فى مرمانا والحمد لله لم يحدث، لأنه لو حدث ذلك لأصبح لزاماً علينا الفوز بأربعة أهداف وهو أمر بالغ الصعوبة فى كرة القدم، ولكننا لم يكن لدينا بديل آخر سوى الدفع بكل أوراقنا الهجومية لتحقيق حلم الجماهير المصرية العظيمة التى ملأت جنبات استاد القاهرة وظلت تهتف حتى آخر لحظة فى اللقاء، وكان لها الدور الأكبر فى تحقيق الفوز. ورفض غريب الحديث عن أداء أى لاعب خلال اللقاء لأنهم كانوا أبطالاً حتى النهاية ولم يدخروا جهداً فى وسعهم. وأضاف أن حسن شحاتة توقع سيناريو المباراة خلال الثلاثين يوماً الأخيرة، وقمنا بتدريب اللاعبين على خطة المباراة ولدينا جميع التسجيلات لتدريباتنا التى تؤكد صدق كلامى حيث توقع شحاتة تراجع المنتخب الجزائرى فى آخر 30 ياردة من ملعبه وتضييق المساحات أمامنا وهذا ما جعلنا لا نقوم بتدريب اللاعبين على التسديد على المرمى لأننا كنا نعلم أن الجزائريين لن يتركوا لنا الفرصة، ولذلك لم يشهد اللقاء تسديدة واحدة لنا وأيضاً المنتخب الشقيق لم يسدد على مرمانا وبالمناسبة الجزائر لم تحرز هدفاً من التسديدة خلال التصفيات سوى الذى أحرزوه فى مرمانا خلال اللقاء الأول. ورفض غريب تقييم المنتخب الجزائرى، وقال إنه فريق كبير ومديره الفنى على مستوى عال من الخبرة، ويكفى أن المنتخب الجزائرى لم يخسر على يديه فى التصفيات سوى مباراة أمس الأول، ولا يمكننى بأى حال من الأحوال تقييمه وأشاد بحرص رابح سعدان على توجيه التهنئة للجهاز الفنى واللاعبين عقب المباراة، حيث أصر على الدخول بنفسه لغرفة ملابسنا لتهنئة الجهاز الفنى بأكمله. وتوجه المدرب العام بالشكر لحسام البدرى، المدير الفنى للنادى الأهلى، لوقفته الجادة ومساندته للمنتخب فى تجهيز عماد متعب الذى كان له دور كبير فى الحفاظ على حلم الجماهير بالصعود للمونديال بعد إحرازه الهدف الثانى الذى حافظ على فرصتنا. وقال غريب: أود أن أتقدم بالشكر للإعلاميين المصريين الذين وقفوا إلى جوارنا خلال الفترة الماضية ونفذوا ما طلبناه منهم عن طيب خاطر.