أكد سياسيون وخبراء أهمية دعم القدرات اليمنية على مختلف المستويات، واتخاذ خطوات أكثر جدية وفاعلية، فى مواجهة ما سموه «الامتداد الخارجى الأمنى والمذهبى»، وبما يدعم الأمن القومى العربى، وذلك على خلفية الأحداث التى يشهدها اليمن وأبرزها الحرب ضد «الحوثيين»، مشددين على وجود دور إيرانى فى تلك الأحداث. وأكد المشاركون فى ندوة «الأزمة اليمنية والأمن القومى العربى»، التى عقدها المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط أمس الأول، أن عدم استقرار المنطقة العربية بدوره يؤثر على الأمن القومى العربى، فى ظل تزايد العامل الشيعى فى المنطقة لخدمة الأهداف الإيرانية، مشيرين إلى أن الصراع اليمنى يوفر مناخاً مواتياً لتنظيم القاعدة. وأكدوا ضرورة تكاتف جهود الجميع، وبلورة موقف عربى أكثر وضوحاً يرتكز على قاعدة المحافظة على الوحدة وتماسك الدولة اليمنية، ويأخذ بمنهج الحوار بين الأطراف المختلفة. وأوضح الدكتور محمد مجاهد، نائب رئيس المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط فى كلمته نيابة عن رئيس المركز، أن أى معالجة للشأن اليمنى يجب أن تتفهم بداية طبيعة واقع هذا البلد بأبعاده القبلية والسكانية والمذهبية، منوها بأن هذا الواقع يمثل معضلة كبيرة لأى نظام سياسى لتحقيق التنمية والاستقرار. وأشار مجاهد إلى أن التزاوج القائم حاليا بين دعاة المذهبية فى الشمال وما يسمى «الحراك الجنوبى» رغم اختلاف الدوافع، يوفر مناخاً مواتياً لتنظيم القاعدة وعناصر التطرف اليمنى والذى لا يهدد الأمن القومى اليمنى وحده، وإنما يمتد تهديده إلى الأمن الوطنى السعودى والأمن فى المنطقة العربية بأكملها. وأكد أهمية دعم القدرات اليمنية على مختلف المستويات، واتخاذ خطوات أكثر جدية وفاعلية فى مواجهة الامتداد الخارجى الأمنى والمذهبى بما يدعم الأمن القومى العربى. وقال إن اليمن تواجه، منذ عدة سنوات، العديد من التحديات الداخلية والخارجية تتجاوز ما تواجهه الدول الأخرى فى المنطقة بصورة كبيرة، وهى تحديات لا تفرز صعوبات ومشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية ومذهبية فحسب، ولكنها تمتد إلى كيان الدولة واستقرارها بصورة أساسية. وحذر اللواء عبد الحليم محجوب، خبير الشؤون العربية، من خطورة أزمة «الحراك الجنوبى» والتى ترتبط بممارسات خاطئة، معتبرا أن استمرار تجاهل الأزمة يفتح المجال لمضاعفات خطرة، موضحاً أن الخيار المسلح لا يحل المشكلة، بل يؤدى إلى تصعيدها ويهيئ الطريق للتدخلات الخارجية. واستبعد احتمال انفصال الجنوب اليمنى، مطالباً القيادة الحاكمة فى صنعاء بالتحرك والحوار واحتواء كل المطالبات والإصلاح بين جانبى الأزمة. وأوضحت الدكتورة نيفين مسعد، نائب مدير معهد البحوث والدراسات العربية، أن مصر مرت بتجربة مشابهة خلال فترة التقارب مع الإخوان المسلمين، حتى انقلب السحر على الساحر وتم اغتيال الرئيس السادات من قبل الإسلاميين. ودعا الدكتور أحمد عبد الكريم سيف، مدير مركز سبأ للدراسات الاستراتيجية باليمن، إلى ضرورة إقامة منتدى البحر الأحمر، والذى يجمع كل الدول المطلة على هذا البحر للتنسيق ومواجهة الأخطار التى تواجه المنطقة. وأكد خطورة الدور الإيرانى فى الأزمة اليمنية وتعدد أشكال هذا التدخل، مشيراً إلى أن مجموعة من الأحداث والتطورات جعلت الجو مهيأ للاعب الإيرانى فى المنطقة.