الغارقون فى الأوهام الأيديولوجية «أى الذهنية» بعيداً عن حقائق الواقع والتاريخ، ولا يدركون أن الحق لا ينتصر لأنه حق، وإنما تلزمه القوة وأن القوة ليست فقط القوة العسكرية إذا لم تتوفر، هؤلاء لا يدركون أيضاً أن مجرد وجود أى مساحة من أرض فلسطين باسم فلسطين يضرب الحركة الصهيونية فى مقتل، ويكشف تناقضات أيديولوجيتها التى تخلط الدين بالسياسة، والتاريخ مع الأساطير. ولذلك فإن واجب كل فلسطينى فى المنفى أن يعود إلى أى أرض فلسطينية محررة، ويفرض بذلك حق العودة بغض النظر عن موافقة أو عدم موافقة إسرائيل، إلا إذا كان وجوده فى المنفى يخدم قضية شعبه أفضل من وجوده على أرضه، وقد أدركت السينمائية الفلسطينية علياء أرصغرلى ذلك، وعادت من كندا إلى رام الله، وأنشأت مؤسسة شاشات ونظمت مهرجاناً لأفلام المخرجات باسم شاشات، وفى يوم الخميس الماضى تم افتتاح الدورة الخامسة لهذا المهرجان، والذى يستمر حتى السبت المقبل، ومن دون سجاجيد حمراء أو خضراء (كما كان لون سجادة مهرجان طوكيو هذا العام) أو حمراء إلكترونية كما هو حال مهرجان الدوحة «ترايبكا» الذى انفرد بالسجادة الإلكترونية على كل مهرجانات العالم! عرض فى الافتتاح أفلام لوميير التى صورت فى فلسطين عام 1897، والفيلم التسجيلى «لأن الجذور لا تموت» إخراج نبيهة لطفى عن مذبحة تل الزعتر عام 1976، الذى يعتبر من كلاسيكيات السينما الفلسطينية بالمفهوم الذى أقر فى مهرجان بغداد الأول لأفلام فلسطين عام 1973، وهو أن كل فيلم يناصر القضية هو فلسطينى أياً كانت جنسيته، وإلى حين أن تصبح هناك جنسية فلسطينية، وفى اليوم الثانى تم عرض فيلمين لمجموعة من ثمانى مخرجات فلسطينيات هن ليالى كيلانى ودارا خضر ونجاح مسلم وأميمة حمودى وزينب الطيبى ورغدة عتمة وأمانى السراحنة وسلام كنعان، الأول بعنوان «القدس قريبة وبعيدة»، والثانى «يوم فى فلسطين». ومن الأفلام العربية فى المهرجان أيضاً المغربى «الطفل النائم»، إخراج ياسمين قصارى، والذى يعرض فى حضورها، ومن أهم ما يتميز به هذا المهرجان أنه يقام فى رام الله وسبع مدن فلسطينية أخرى من بيت لحم إلى غزة، وبيرزيت ونابلس، أى أنه يقام فى كل فلسطين. [email protected]