الحديث عن جماعة الإخوان المسلمين يعنى الحديث عن الكتلة الأكثر تنظيماً فى المجتمع المصرى الحالى.. الجماعة الأكثر قدرة على سرعة الاتصال بكوادرها.. الجماعة الأكثر استخداماً للغة العصر فى الترويج لأفكارها ونشاطها.. الجماعة التى ترفع شعارات يدغدغ بعضها مشاعر الجماهير. الجماعة التى تعرض العديد من أعضائها للسجن والتعذيب والتشريد، الجماعة التى يمثلها 88 عضواً فى البرلمان المصرى الحالى.. الجماعة التى يلقبونها بالمحظورة.. الجماعة التى أثير حولها كثير من اللغط عبر سنوات طويلة!!.. وكالعادة دعونى أتحدث بصراحة عن تلك الجماعة مالها وما عليها.. متمنياً ألا يغضب البعض، أو يؤول ما أسرده بأكثر مما يتحمل!!.. إن بداية تعرفى على الإخوان المسلمين والقراءة والبحث فى تاريخهم بدأت من خلال التصاقى بأستاذى وأبى الروحى محمد الغزالى حرب.. كان أستاذاً للغة العربية وشاعراً ومفكراً وباحثاً إسلامياً وخطيباً مفوهاً.. وبسببه عشقت اللغة العربية والشعر والزجل.. كان ابنه البكرى أسامة «زميل دكة» جلس بجانبى طوال سنوات الدراسة، من المرحلة الابتدائية حتى الثانوية.. جمعنا فصل المتفوقين وحبنا لهواية الرسم. كنت أكثر أعضاء شلة أصدقاء العمر قرباً من الأستاذ.. كان يعتبرنى أحد أبنائه الثمانية.. وعندما اعتقل عام 1965 وبرغم نفى أسرته انتماءه للإخوان، فإنها كانت بداية مرحلة جديدة فى تفكيرى!! حاتم فودة