قالت إيمان أبو بكر كيلاني، المُعلّمة بمدرسة الحدادين الابتدائية المشتركة، التابعة لإدارة القرنة التعليمية بالأقصر، والتي قصّت شعر طالبتين بالصف السادس الابتدائى، عقابًا لهما على رفضهما الاستجابة لتعليماتها بارتداء الحجاب، إنها لا تنتمي لأي تيار ديني أو سياسي، وأنها لم تتوقع رد الفعل، على ما قامت به. وأشارت في تصريحات ل «المصري اليوم»، إلى أنها لم تكن تعلم أن قص شعر الطالبتين، والذي لم يتجاوز 2 سم، يمثل جريمة كبرى إلى هذا الحد، حسب قولها، مؤكدة أن أنها كانت في حالة مزاح مع الطالبتين، حتى أن طالبًا أخرج مقصًا من حقيبته مطالبًا هو وزملائه بتنفيذ تهديدها لهما بقص شعرهما إن لم تغطيانه، وقالت: «اضطررت لقص شعرهما حفاظًا على هيبتي أمامهم». وأكدت المُعلمة أنها لا تنتمي لأي تيار سياسي أو ديني، وترتبط بجميع التلاميذ بعلاقة ودية كما أنها ترتدي النقاب منذ 5 سنوات، ولم تتوقع ضخامة المشكلة بهذه الصورة . وأوضحت أن والد التلميذة «منى بربش الراوي» جاء إلى منزل والدها الذي اعتذر له عن الواقعة، كما أنه استقبلها بالسباب، وأنها توقعت انتهاء الأزمة عند هذا الحد، مدللة على ذلك بتصالحها مع ولي أمر الطالبة الأخرى «علا منصور قاسم» إلا أن العصبيات القبلية، والإعلام ساهما فى تضخيم المشكلة، حسب قولها. وقال عدد من أقارب والد التلميذة « منى بربش» وجيرانه، إنهم يبذلون مساع مكثفة لإقناعه بالتنازل عن شكواه الرسمية، وعقد مصالحة والاكتفاء بالعقوبة المتوقعة من مديرية التربية والتعليم من أجل الحفاظ على العلاقات الطيبة بينهم. وكان زكريا عبد الفتاح ساسي، وكيل أول وزارة التربية والتعليم بالأقصر، قد عاقب المُعلّمة بخصم شهر من مرتبها، وأوصى باستبعادها من مدرسة الحدادين الابتدائية المشتركة التابعة لإدارة القرنة التعليمية غرب الأقصر. من جانبه، قال الدكتور عزت سعد محافظ الأقصر، إن «ما فعلته المُعلمة، شيئ مشين، ولا يليق على الإطلاق صدوره من شخصية تربوية خصوصًا بعد الثورة التى يجب استخدام مناخ الحرية الذي وفرته للجميع بعدم التعدي على حريات الآخرين»، مؤكدًا على صدمته من سلوك المدرسة الذي ينم عن عدم وعي ونقص شديد في التدريب وحسن التصرف، حسبما قال. وقال والدة الطالبة منى بربش الراوي، إنه تقدم بشكوى للنيابة الإدارية لتعدي المُعلمة بالفعل المشين على ابنته، مؤكدًا أن الواقعة تكشف عن انتصار الجهل على العلم، على حد تعبيره، مؤكدًا أن سلوك المعلمة وتعنتها هو ما دفعه لتصعيد الموقف، متساءلاً عن السبب وراء مطالبة طفلة صغيرة لم يتعد عمرها 12 عاما بارتداء الحجاب. واضاف أنه علم بالواقعة من ابنته التي عادت من المدرسة في حالة انهيار مع زميلتها الأخرى، فتوجه في اليوم التالي إلى المدرسة ليجد مذكرة محررة من إدارة المدرسة ضد المُعلّمة، لكنه لم يتقدم من جانبه بشكوى انتظارًا لمصالحة المعلمة أو زوجها أو أي من أسرتها لابنته، مشيرًا إلى أن هذا لم يحدث طوال الأسبوع الماضي، ما اضطره إلى تحرير شكوى رسمية في الإدارة التعليمية بالقرنة ومثلها في النيابة الادارية.