على الأصل دور، فأنا من قبيلة نزحت إلى مصر «للمبايعة» ثم استقرت فيها بدلاً من السفر ثم العودة مع كل استفتاء.. وجدى هو الذى أثبت أن الجنين فى بطن أمه يبايع فى الشهر الرابع، وأن كوكب «المريخ» فيه ماء لكن مدينة نصر لأ.. الله يرحمه كان غاوى علم وكان يقول إن مصر احتاجت إلى سبعة آلاف عام -أى حوالى ألف يورو- لتنتقل من مرحلة حفظ «الموتى» إلى مرحلة التحفظ على «الأحياء»، لذلك يكتمل القمر بحسابات «الفلك» ولا يكتمل الرغيف بحسابات «التموين».. الله يرحمه كان مولود توأم ملتصق هو وابن عمه ثم اشترى حصة ابن عمه واحتكر السوق.. وعندما تجاوز «التسعين» من عمره صوره الرادار وسحبوا رخصته وأوصانا أن نكتب على قبره (رجل عاش من أجلك أنت ثم مات فجأه).. وجدى هو الذى تنبأ أن السيد وزير الصحة هو أول واحد أخذ «المصل» وأن السيد وزير الصناعة هو أول واحد سيأخذ «الصك».. وأن مؤتمر الحزب رغم كلام النقاد سوف يحقق أعلى الإيرادات لأنهم اختاروا عرضه فى «موسم التزاوج».. وهو أول من طالب بالإشراف الطبى على الانتخابات والإشراف القضائى على المستشفيات وقال (صوتك أمانة فلا تعطه لأحد).. على فكرة العفريت المصرى أكبر من الأتوبيس لأن الناس بتركب الأتوبيس والعفريت بيركب الناس لكنه مطيع عن الحكام لأنك لو قلت له انصرف بينصرف.. رحم الله جدى كان سارق وصلة ليشاهد برقيات وتليفونات نشرة الأخبار ويزعم أن مصر تحكم من سنترال العتبة.. وكان الحزب مسلمه مسبحة ثلاثة وثلاثين حبة ليعد عليهم التعديلات الدستورية وعندما أخبرناه أنهم أربعة وثلاثين تعديلاً قال إنه يكمل بأحد أصابعه (لأ اللى جنبه بتاع الحبر الفوسفورى).. ثم مات جدى واحتفظنا نحن «بصورته» لضيوفنا واحتفظت الحكومة «بصوته» لمرشحيها.. ورغم تأكيد السيد الرئيس على نزاهة الانتخابات القادمة فإن أبى مصمم إنه سوف يرى جدى ويقابله فى الطابور أمام اللجنة لعدم وجود «قاض» يصرف روحه. [email protected]