عالم كله انتخابات استجابة لنصيحة طبيب خريج معهد التعاون ويعمل في مجال المقاولات تابعت انتخابات مجلس الشوري وأستمعت الي تصريحات أقطاب الحزب الوطني مرتين, مرة بالبطيء ومرة في الوريد ورأيتهم كيف يحولون "نوتة البقال" المزعجة الي "نوتة البيانو".. وعلي الأصل دور فأنا من قبيلة نزحت الي مصر للمشاركة في انتخابات الشوري ثم استقرت فيها بدلاً من السفر ثم العودة مع كل انتخابات.. وجدي هو الذي أثبت أن الجنين في بطن أمه يبايع في الشهر الرابع وأن كوكب "المريخ" فيه ماء لكن مدينة نصر لأ.. الله يرحمه كان غاوي علم وكان يقول أن مصر احتاجت الي سبعة آلاف عام -أي حوالي ألف يورو- لتنتقل من مرحلة "حفظ الموتي" الي مرحلة "حفظ التحقيق" لذلك يكتمل القمر بحسابات "الفلك" ولا يكتمل الرغيف بحسابات "التموين".. والمسئول في بلادنا لا يُخطيء ولا يُحاسب ففي الوظائف العليا يوجد فقط عقوبة "اللوم" وهي أن يستدعي الرئيس مرؤوسه الي مكتبه ويغني له أغنية "بأعتب عليك" أو "مش عيب يا سمارة تغرق العبارة" أو "عيب يا قصاص الضرب بالرصاص".. فالشعوب تفني بال"تقسيط" والحكومات تبقي بال"التربيط" فأي مهزلة تلك التي أصبحنا فيها بسبب الديمقراطية علي الطريقة المصرية, مع أننا اصبحنا في عالم "كله انتخابات" كما يقول الاعلان.. تراجعت موضة "الردح" و"الضرب" و"عمل المحاضر" و"التقارير الطبية" بين الجيران فمن يريد الآن أن يبهدل جاره ويفصله من عمله ويشرد أولاده ما عليه الا أن يرشحه للرئاسة ويترك الباقي للأجهزة الأمنية ولوسائل الاعلام لهذا يسارع كثيرون الي نفي هذه التهمة واثبات انه كان موجوداً بعيداً عن موقع الجريمة.. وقد أخبرني "الطبيلي" وهو من أهالي "كفر الزيات" لكنني أعتبره جاري في "الاسكندرية"- لأن صوت تليفزيونه يصل الي- أخبرني بأنه يتنازع علي قطعة أرض مع المدعو "فتوح" وعلي طريقة (المحضر والمحضر المضاد) رشح كلاً منهما الآخر للرئاسة أمام الضابط في "المركز" فنفي "الطبيلي" ذلك وطلب من الضابط أن يشم "بقه" لكن الضابط أصر علي تحويلهما الي المعمل الجنائي لاخلاء مسئوليته, من يومها انقطع صوت تليفزيون "الطبيلي" ولا يصل الي من هناك الا صراخه وصراخ أولاده.. مبروك مقدماً للحزب الوطني.. مبروك جالك "بلد".