داخل ميدان جهينة فى مدينة 6 أكتوبر ربما اختلفت تفاصيل المشهد الثورى عن ميدان التحرير ليتبدل علم مصر بعلم سوريا، وهتافات المصريين بهتافات باللهجة السورية، بعد أن أدى تزايد أعداد اللاجئين السوريين فى المدينة إلى انضمام ميدان جديد إلى ميادين «التظاهر» فى مصر. ورغم اختلاف جنسية الثوار لايزال الباعة الجائلون هم المعلم المشترك بين الميدانين. الأدوات التى استخدمها مصطفى مسلم، طالب فى كلية التجارة، أحد أعضاء ألتراس أهلاوى، داخل ميدان التحرير لتحسين دخل أسرته، لم تختلف كثيرا عن أدواته فى مدينة 6 أكتوبر، فالفرشاة التى استخدمها لرسم العلم المصرى هى نفسها التى استخدمها لرسم العلم السورى باختلاف الألوان: «خلال تصفحى الإنترنت عرفت بتظاهر اللاجئين السوريين كل يوم إثنين وجمعة داخل ميدان جهينة فقررت أن أستخدم أدواتى التى استخدمتها فى ميدان التحرير منذ اندلاع الثورة، فى دعم أطفال اللاجئين السوريين معنوياً ولا أشترط المقابل المادى، وبالفعل قررت تقسيم وقتى.. الجمعة فى ميدان التحرير والاتنين فى ميدان جهينة». إخلاء الحكومة ميدان التحرير من الباعة الجائلين فى الفترة الأخيرة، كان السبب الرئيسى الذى دفعه لتغيير بضاعته لتتماشى مع مطالب ثوار الميدان الجديد، وداخل ميدان جهينة رفع محمد سلامة، الأعلام السورية: «ثوار ميدان التحرير عرّفونى إن فيه مظاهرات كل يوم إثنين وجمعة تحديدا عند مسجد الحصرى، فقررت أن أنقل بضاعتى من الميدان إلى مسجد الحصرى وميدان جهينة والعلم المصرى والسورى سعرهما واحد». أمام مسجد «الحصرى» فى مدينة 6 أكتوبر، وقف يهتف «الشعب يريد إسقاط بشار» حاملاً على كتفيه طفلاً سورياً يردد الهتاف وهو يحمل العلم السورى، عبدالرحمن الحريرى، واحد من منظمى المظاهرات السورية داخل مدينة 6 أكتوبر، والذى قرر نقل المظاهرات من ميدان التحرير إلى ميدان جهينة بعد إزالة الحكومة المصرية الخيمة السورية، يقول: «كنا نتظاهر كل أسبوع داخل ميدان التحرير أمام الخيمة الخاصة بنا، ولكن بعد إزالتها فكرنا فى ميدان آخر واخترنا ميدان جهينة ومسجد الحصرى لأن مدينة 6 أكتوبر فيها أكبر تجمع سورى، وحددنا يومى الإثنين والجمعة للتظاهر وأحضرنا بعض اللافتات والهتافات، واشترينا ميكروفوناً ووصلة كهرباء لتساعدنا على التظاهر لدعم الجيش السورى الحر». لم يشعر «عبدالرحمن» باختلاف التظاهر فى ميدان التحرير عنه فى مدينة 6 أكتوبر، فالمظاهر كانت واحدة: «لم يختلف المشهد من ميدان التحرير إلى مدينة 6 أكتوبر، فالباعة الجائلون نقلوا بضاعتهم لتتناسب مع مظاهراتنا، ودائما هم متواجدون خلال الساعة التى نحددها للتجمع إما أمام المسجد أو فى الميدان».