ميدان الجيزة «ثكنة عسكرية» بعد معركة «الباعة الجائلين»

تحول ميدان الجيزة إلى ثكنة عسكرية، الثلاثاء ، واحتشدت 3 تشكيلات قتالية تابعة للأمن المركزى فى الشوارع المؤدية إلى الميدان، واصطفت 12 سيارة (لورى وبوكس) تابعة للشرطة على جانبى الطريق، بعد المعركة التى وقعت بين رجال الشرطة الاثنين الأباعة الجائلين أثناء إزالة قوات الأمن التعديات فى الميدان. وشهدت المنطقة حرب شوارع بين الطرفين، استمرت 3 ساعات، وأسفرت عن إصابة ضابطين و7 أمناء ومجندى شرطة، كما قتل بائع متجول، وأصيب 6 آخرون بينهم مفتش فى وزارة البترول تصادف مروره فى المكان، فيما تجمع 40 شخصاً من أسرة القتيل وقاموا بقطع شارع الهرم، مساء الاثنين، وأوقفوا حركة السير فيه، مطالبين بالتحقيق مع رجال الشرطة المتهمين بقتل نجلهم.
وواصل رجال الشرطة الثلاثاء حملاتهم الأمنية على منطقة المنيب، ووقعت مشادات كلامية بينهم وبين الباعة الجائلين، وتمت السيطرة على الموقف وإزالة الإشغالات والتعديات.
وكشفت تحقيقات حاتم فاضل، رئيس نيابة الجيزة، أن الباعة أعدوا كمينا للشرطة أثناء تنفيذ إزالة الإشغالات والتعديات بالميدان، وإعادة تسيير المرور، وأن الباعة الجائلين احتجزوا 3 ضباط، وسرقوا أسلحتهم الميرى وشرعوا فى قتلهم، كما استخدموا تلك الأسلحة فى إطلاق النيران على رجال الشرطة، وأصابوا عدداً من المواطنين الذين تصادف مرورهم بمكان الواقعة، وانتقل فريق من النيابة العامة إلى مكان الأحداث ضم أسامة ندا وأحمد مصطفى وعلام أسامة ومحمد جمال ومصطفى عمر ومحمد مسعود وكلاء النيابة، وأجروا معاينة واستمعوا إلى أقوال شهود عيان بمسرح الحادث، كما عثرت النيابة أثناء المعاينة على 9 فوارغ لطلقات نارية إثر تبادل إطلاق النيران.
وانتقل فريق النيابة إلى المستشفى واستمع إلى أقوال المصابين من رجال الشرطة، الذين أكدوا أن الباعة هاجموهم ورشقوهم بالحجارة وأطلقوا النيران على المجندين من فرد خرطوش، وكشفت النيابة هروب 3 من الباعة الجائلين من داخل مستشفى بولاق الدكرور تبين إصابتهم فى الاشتباكات وأمرت النيابة بإحضارهم للاستماع لأقوالهم، واستدعت والد القتيل للاستماع لأقواله، وقررت تشريح جثته لبيان سبب الوفاة، وتحفظت على 4 طبنجات ميرى، وأرسلتها إلى الطب الشرعى لمضاهاتها بالمقذوف الذى استخرج من جثة البائع القتيل، لمعرفة أى سلاح تسبب فى مقتله، وكلفت النيابة رجال المباحث بالبحث عن أمين شرطة مجهول اتهمه 4 من شهود العيان بإطلاق النيران على الباعة وأفراد الأمن، ولم يتمكنوا من تحديد أوصافه أو هويته، وطلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة.
انتقلت «المصرى اليوم» إلى مكان الأحداث، واستمعت إلى شهود العيان الذين أكدوا أن الاشتباكات وقعت فى الثانية عشرة ظهر الاثنين الأود أن نجحت قوات الأمن المركزى وقيادات من مديرية أمن الجيزة، بينهم اللواءات أحمد سالم الناغى، مدير الأمن، وكمال الدالى، مدير المباحث، ونائبه طارق الجزار، ومحمود فاروق، مدير المباحث الجنائية، فى رفع وإزالة الإشغالات من منطقة المنيب بعدما تقدم المئات من الأهالى بشكاوى للشرطة والمحافظة تفيد انتشار الباعة الجائلين فى ميدان الجيزة وإغلاق 15 شارعاً فرعياً من الميدان بسبب «فروشات» البضائع الخاصة بهم.
وقال شهود العيان إنه أثناء توجه القوات إلى الباعة الجائلين لرفع بضائعهم فوجئوا بهم يحاولون الاعتداء على المجندين، ويسبونهم بألفاظ خادشة للحياء، ثم تجمع العشرات من الباعة ورشقوا قوات الأمن بالعصى والأسلحة البيضاء والموازين، واشتبك الطرفان، وتبادلا الرشق بالطوب.
وقالت التحريات إن النقيب هشام حسن نصر، رئيس وحدة مرافق جنوب الجيزة، أطلق النيران فى الهواء لتفرقة الباعة، إلا أنه فوجئ ب8 أشخاص يعتدون عليه، ويحاولون سرقة سلاحه الميرى، فتدخل المقدم أحمد عبدالكريم والرائد هانى والى لإنقاذه، فاحتجزهم الباعة، وتعدوا عليهم بالضرب وشرعوا فى قتلهم، بعدما تمكنوا من سرقة أسلحتهم الميرى، وعلى إثرها تدخلت قوات الشرطة، وتمكنت من فض الاشتباك وإنقاذ رجال الشرطة.
وأكدت التحريات أن المتهمين بسرقة أسلحة الضباط استخدموها فى إطلاق النيران على قوات الأمن، وتبادل الطرفان إطلاق الأعيرة النارية، مما أسفر عن مقتل بائع متجول إثر إصابته بطلق نارى فى الصدر، وأصيب مفتش بشركة بترول بطلق نارى، تصادف مروره فى الميدان، وشاهد الباعة يحاولون الفتك بأحد المجندين فتدخل لإنقاذه.
واحتشد العشرات من أهالى الجيزة وأصحاب المحال والباعة الجائلين بعد 3 ساعات من وقوع الاشتباكات، حتى وصول فريق النيابة الذى استمع لأقوال الشهود بطريقة عشوائية للتأكد من صحة الواقعة.
وقال مصدر أمنى إن أشقاء البائع القتيل حرضوا على مهاجمة قوات الشرطة، وإن سبب تلك الاشتباكات هو نشوب مشاجرة منذ أسبوع مع الباعة الجائلين أثناء رفع الإشغالات، وإنهم أعدوا كمينا، وجهزوا الأسلحة النارية والبيضاء لمهاجمتهم.
وقال اللواء أحمد سالم الناغى، مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، إن قوات الأمن تمكنت من استعادة الأسلحة المسروقة بالتنسيق مع أهالى المنطقة، وإن الباعة احتجزوا 3 ضباط وتمكنت القوات من إنقاذهم، بعدما حاولوا الفتك بهم، وشرعوا فى قتلهم و3 أمناء شرطة، و5 مجندين تابعين لشرطة المرافق. وقال طارق الجمل، عم «مصطفى عيد» البائع القتيل، إنه يحمل مسؤولية الأحداث التى أودت بحياة نجل شقيقه لضباط شرطة المرافق، متهما إياهم بالتعنت وتلفيق القضايا له ولأقاربه. وأضاف: «قبل 3 أيام أخذ ضباط المرافق بضاعتنا، التى تقدر ب5 آلاف جنيه، ولفقوا لنا طوال الفترة الماضية قضايا كثيرة، وهددونا أكثر من مرة»، مشيرا إلى أن ضباط الحملة شرعوا فى تفتيش الباعة، وألقوا القبض على والد القتيل، ومن ثم تسارعت الأحداث وأطلقت الشرطة الرصاص فى الهواء، ومن بعدها أطلق أمين شرطة النار على ابن شقيقى، وأصابه بطلقتين ناريتين فى بطنه وتوفى فى الحال.