أكد شهود عيان استمرار عمليات دق آبار مياه على الحدود مع قطاع غزة، تفصل بينها مسافة لا تتجاوز 500 متر، وتوصيل مواسير عرضية وطولية ذات ثقوب متعددة بما يشكل شبكة مياه دائمة يمكنها إغراق الأنفاق وانهيارها، وقالوا: إن هذه الآبار تهدف إلى تفكيك التربة، فيما تواصل الجهات الرسمية نفى نيتها إقامة جدار عازل على الحدود مع قطاع غزة بعد ما نشرته صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية فى هذا الشأن، ورفض برلمانيون وسياسيون قرار بناء جدار أمنى على الحدود مع قطاع غزة، مؤكدين أن الغرض منه حماية أمن إسرائيل، واستبعد مهربون احتمال أن يؤدى بناء الجدار إلى منع نشاطهم. قال شهود العيان إن العمل على الحدود يجرى ليلاً تحت غطاء أمنى وإجراءات متغيرة بشكل دورى، مما أتاح السرية طوال الفترة الماضية، لافتين إلى أن أعداداً كبيرة من المواسير جرى تخزينها بالمنطقة نفسها منذ سنة، ويصل امتدادها إلى 4 كيلومترات تقريباً، فى منطقة الدهينية، وأن العمل لايزال مستمراً فى الصرصورية. وأكدوا ارتفاع المواسير عن سطح الأرض عدة أمتار، وأشاروا إلى أن أعمال الحفر تتم بطريقة رأسية وأفقية، ولا توجد آثار لحوائط حديدية أو أمنية، ولفتوا إلى وجود مواسير مثقبة يتم غرسها، ورجحوا أن يكون الهدف منها إغراق الأنفاق بمياه البحر. وقالت مصادر: «إن خطة تأمين الحدود مع قطاع غزة جرى تعديلها أكثر من مرة، خاصة بعد فشل المنظومة الإلكترونية، التى جرى تثبيتها على الحدود أثناء العدوان الإسرائيلى على غزة فى ديسمبر من العام الماضى، حيث تم تثبيت أكثر من 300 كاميرا، وعدد من الأجهزة الإلكترونية عالية الحساسية للحركة والصوت فى باطن الأرض، لرصد أى تحركات فى الأنفاق وتحديد أماكنها واتجاهاتها. وأشارت المصادر إلى إزالة الزراعات الملاصقة للحدود خلال الشهور الماضية بعمق يتراوح بين 80 و100 متر لتسمح بقدر كاف من السيطرة الأمنية المصرية على المنطقة، وكشف أى مخارج للأنفاق على الجانب المصرى. يأتى ذلك وسط إشارات غير مؤكدة بأن المشروع الأمريكى يتضمن بوابات إلكترونية على مداخل رئيسية لمدينة رفح، مع إغلاق الطرق الفرعية، وعودة الحديث عن تواجد أمريكى على الحدود بالاشتراك مع قوات حفظ السلام العاملة بسيناء منذ الانسحاب الإسرائيلى. وقال مصدر أمنى إن الأعمال الجارية على الحدود، لا تتعدى كونها محوراً أمنياً لإحكام السيطرة على الشريط الحدودى، ولم يحدد المصدر، طبيعة هذه الأعمال. وقال مصدر أمنى آخر لوكالة الأنباء الألمانية: «إذا قلتم إننا نبنى سوراً تحت الأرض فلن أمنعكم، هذا يبدو جيداً لنا ويظهر أننا نفعل شيئاً». ورفض برلمانيون وسياسيون فكرة بناء جدار أمنى على الحدود مع قطاع غزة، لافتين إلى أن الهدف منه حماية أمن إسرائيل واعتبروه نوعاً من الوقيعة من قبل إسرائيل بين مصر والدول العربية. وقال فؤاد بدراوى، نائب رئيس حزب الوفد، إن المساس بالحدود مع غزة مرفوض، مطالباً بأن يكون القرار مصرياً، رافضاً تدخل إسرائيل فى هذا الأمر، لأن مصر كفيلة بحماية حدودها. وأشار سيد عبدالعال، أمين عام حزب التجمع، إلى أن فكرة تأمين حدود مصر مع فلسطين بجدار عازل، يمكن أن تكون خطأ سياسياً وأمنياً كبيراً، لأن التأمين يجب أن يتم عبر العلاقات الجيدة، خصوصاً أن هناك التزاماً إنسانياً وأخلاقياً مصرياً تجاه الشعب الفلسطينى. وتساءل الدكتور محمد أبوالعلا، نائب رئيس الحزب الناصرى: كيف يأتى عدو ويطلب منى بناء جدار بينى وبين أخى، وتابع: إنه بذلك يدمر تاريخ الأمة وهو ما لا يقبله أحد. وقال الدكتور عصام العريان، القيادى بجماعة الإخوان المسلمين، إن الاقتراح يحقق أمن إسرائيل، وأضاف: أعتقد أن مصر ليست مسؤولة عن ذلك، مشدداً على ضرورة عدم وجود فواصل بين مصر وفلسطين لأننا أمة واحدة، لافتاً إلى أن إقامة الجدار تهز صورة مصر أمام العالم والعرب بشكل خاص. وقالت مارجريت عازر، أمين عام حزب الجبهة الديمقراطية، إن هذا الموضوع مرفوض نهائياً، ولا يجب أن يصل التطبيع إلى هذا الحد، ولا يجب أن تناقشه مصر.