أما كسرنا كؤوس الحب من زمن فكيف نبكى على كأس كسرناه وعلى وطن دمرناه وأتأسف لحضرتك عن غيابى أمس وكان المفترض أن أحضر اليوم ومعى ولى أمرى إلا أنه مات مبكراً وهو يشاهد (صباح الخير يا مصر إنتى فى حالك وأنا فى حالى)، فقد كان عندى تحليل أمس، حيث قالوا لى إن الدم لا يصل إلى المخ رغم أنى أول واحد فى العمارة مركَّب موتور، وعدم وصول الدم فى موعده جعلنى أخبط وأنا ماشى وأربط راسى بفوطة مثل عداد التاكسى.. لذلك من الكياسة أن نبتعد اليوم عن السياسة بناء على تعليمات الطبيب، وإذا حصل لى حاجة فى نصف المقال أرجوك رجَّع «المحفظة» لأهلى وخد حضرتك «الفوطة» إذ يجب أن نسلم الفوطة للأجيال القادمة بدلاً من علم مصر بألوانه الأحمر والأسود والأبيض الفاخر والنسر المدعم.. وأنا أحب مصر من ورا زوجتى، وأعتقد أن الإصلاح فيها اجتماعياً يبدأ ب«سبورة الفصل» وسياسياً يبدأ ب«صندوق الانتخابات» واقتصادياً لن يبدأ أبداً لأن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة ومشوار الألف مليون يبدأ بزيارة للبنك.. وزمان بعد الانتصارات كانوا يتعمدون فى «معبد آمون» لكن الآن قبل الانتخابات يتعمدون فى «مكتب الإرشاد».. وفى المعمل أخذوا منى «عينة» غير مطابقة للمواصفات، وطلبوا منى أن أنتظر النتيجة وفى اليوم التالى أعلن «المعمل» النتيجة وهى فوز مرشحى الحزب الوطنى.. ثم توجهت إلى عيادة طبيب يعمل تخفيضا للطلبة، وسألنى عن اسمى وسنى فأخبرته - بحكم العادة - أننى لن أتكلم إلا أمام النيابة لكنه أصر على فحصى لاستخراج أى نقود قد تكون معى فعرفت أنه من قراصنة الصومال.. ثم بدأت رحلة البحث عن الدواء.. أدخل الأجزخانة وأقول للصيدلى (أرجوك أعطنى هذا الدواء)، فيرد (ذهب مع الريح) وصارحنى أحدهم بأن هذا الاسم غير مقرر عليهم فى كلية الصيدلة ونصحنى بأن أبحث عنه فى كلية التجارة.. رجعت إلى الطبيب ليغير لى اسم الدواء فقال لى: (حتى لو حكمت لك المحكمة الإدارية العليا بتغيير الاسم لن أنفذ الحكم).. فى مصر لا أحد يهتم بصحة المواطن، هم يهتمون فقط بصحة البيع والنفاذ.. والوقاية خير من العلاج المجانى، ففى مستشفى التأمين قال لى الطبيب وهو يضربنى بمطرقة خشبية ضخمة على رأسى ضربات شديدة: (استحمل يا حاج.. الموضوع بسيط جداً دلوقتى الدم مش قادر يطلع للمخ فإحنا بنحاول بالمطرقة ننزل المخ للدم). [email protected]