اعتبر سياسيون ومراقبون أن تصريحات البرادعى تميل إلى طرح خطاب إصلاحى يجعل من الانتخابات أساساً لعملية الإصلاح فيما اعتبر البعض أن تحركات البرادعى تحتاج إلى ضبط فى إيقاع التعامل مع الحكومة والرأى العام المصرى. قال الدكتور عمرو الشوبكى، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية: «رغم أن البرادعى قيمة كبيرة ويمتلك كل مؤهلات رئيس لمرحلة انتقالية تبدأ فيها عملية إصلاح سياسى فإنه يجب ألا يفقد قنوات اتصاله مع الدولة المصرية وبعض أجنحتها، وألا يدخل فى خصومات أو منازعات غير مبررة حتى لا يتم استنزافه فى معارك جانبية قبل تأسيس مشروع سياسى بديل». وأضاف أن ما قاله أمس الأول هو تأكيد لما قاله سابقاً وحرص على عدم الدخول فى سجال مع الصحف المصرية وهذا الرد يحمل تجاهلاً للهجوم عليه من الصحف الحكومية، ولفت إلى أن نقده للأحزاب مفهومة أسبابه وبالتالى جاءت درجة الهجوم أعلى من المطلوب، الأمر الذى قد يدفع الأحزاب للتحرك ضده، وأوضح أن هذه الدرجة من الهجوم قد تكون مبررة إذا كان الرأى العام قد حسم موقفه للتحرك السلمى مع البرادعى، وقال الدكتور وحيد عبدالمجيد، مدير مركز الأهرام للنشر والترجمة، إن تصريحات البرادعى تدل على أنه ليس راغباً فى الترشح للرئاسة بشكل جدى، ويهدف إلى إثارة الانتباه إلى أهمية تحقيق إصلاح سياسى ودستورى فى مصر، وخلال الفترة المقبلة سيكون هذا الاتجاه الرئيسى فبى خطاب البرادعى بحيث يكون موضوع الانتخابات هو الإطار الذى يتيح له أن يطرح موقفه بشأن هذا الإصلاح. فيما وصف عبدالحليم قنديل، المنسق العام لحركة كفاية، تصريحات البرادعى بأنها كلام راديكالى بالغ الأهمية خاصة أنه نفس الموقف الذى تتبناه حركة كفاية ويتسق مع فكرتها لتأسيس جمعية عمومية. وقال جورج إسحق، القيادى بحركة كفاية، إن كلام البرادعى «هايل» ويدل على أنه رجل سياسة «محنك» لا يقبل المساومة من أحد ويثبت كل يوم احترامه وقدراته السياسية رداً على مساومات الأحزاب.