تباينت ردود أفعال قادة الأحزاب حول تصريحات البرادعى، أمس، التى أعلن فيها نيته الترشح مستقلاً لانتخابات الرئاسة المقبلة، رافضاً الانضمام لأى من الأحزاب القائمة ووصفها بافتقاد الشرعية، وأنها تمثل إطاراً سياسياً مصطنعا وتعانى من خلل واضح. رحب البعض بالتصريحات واعترض البعض الآخر على هجوم البرادعى على الأحزاب، فيما طالب نبيل زكى المتحدث باسم «التجمع» بتشكيل جبهة تضم الأحزاب والعناصر المستقلة مثل البرادعى. قال مصطفى الطويل، الرئيس الشرفى لحزب الوفد، إنه يظن أن البرادعى لن يخوض انتخابات الرئاسة لأنه ربط خوضها بتعديل الدستور، وسبق أن أعلن الرئيس مبارك، فى لقاء مع الهيئة البرلمانية للحزب الوطنى أنه لا تعديل للدستور وأن المطالبين بتعديل الدستور لهم أغراض أخرى. وأكد الطويل على ما قاله البرادعى من أن الأحزاب السياسية إطار مصطنع، وقال: «إن الأحزاب مقيدة ومحددة الإقامة داخل مقارها ولا يجوز لها الخروج إلى الشارع، ولا تحظى بأى نسبة من الاهتمام الإعلامى الحكومى، فنحن مهمشون وديكور». وأشار الطويل إلى أن البرادعى من الممكن أن يؤسس حركة مثل كفاية أو «ضد التوريث» يكون اسمها «جبهة تعديل الدستور». وقال ممدوح قناوى، رئيس الحزب الدستورى، إن كلام البرادعى «عظيم» لا يصدر إلا من شخص مثله، متفقا مع تصريحات البرادعى حول عدم وجود أحزاب حقيقية فى مصر، وأن الدستور يفتقد الشرعية. ولفت قناوى إلى استمرار دعم حزبه للبرادعى، لأنه يدعم أفكارا وتوجهات هى فى الأساس مبدأ الحزب الدستورى، مشيراً إلى نية الحزب، حشد القوى الوطنية لدعم البرادعى وأفكاره. وقال نبيل زكى، المتحدث باسم حزب التجمع، إنه «كان يجب على البرادعى الذى نحترمه جميعا قبل أن يفكر فى الإدلاء بأى تصريح له علاقة بالسياسة الداخلية لمصر أن ينظر للمعارك الشرسة التى خاضتها الأحزاب لانتزاع أى مكسب ديمقراطى وهو صراع استمر سنوات طويلة لم يشاركنا فيه أحد». وأضاف زكى: «هناك موجة جديدة اسمها الهجوم على الأحزاب تخدم توجهات الحكومة فى جعل التعددية الحزبية صورية». وتابع: «إذا أراد البرادعى القيام بأى جهد على المستوى الداخلى، فهذا أمر يستحق التحية ولكن لا داعى لتشويه نضال الأحزاب لأنها فى النهاية قدمت شيئا»، وتساءل زكى: «لماذا يبدأ البرادعى نشاطه السياسى بتسفيه جهد الآخرين وطعنه بدلا من أن يضع يده فى أيدى الأحزاب؟!»، وطالب زكى بتشكيل جبهة تضم الأحزاب والعناصر المستقلة مثل البرادعى، «ونرحب بأى صوت أو جهد أو شخصية وطنية تقرر دخول معركة من أجل الحريات السياسية وحقوق المواطنين». وقال: «نحن نحييه على هذه الخطوة.. و(ربنا يكتر من أمثاله) ولكن دون أن نطعن فى بعضنا البعض. ولا داعى للتقليل من شأن الآخرين فالعناصر المستقلة لها وزنها ولها دور رئيسى فى نجاح النضال السياسى». ولفت زكى إلى أن هناك قوى سياسية فى الشارع سبقت البرادعى وتجاهلها خطأ سياسى. وأيد الدكتور أسامة الغزالى حرب، رئيس حزب الجبهة، تصريحات البرادعى، قائلاً: «أنا أؤيده تماماً فى رأيه بالنسبة للأحزاب السياسية، وأعتقد أن حسمه لهذا الموضوع منطقى ويحمل اتساقاً مع نفسه، فهو يعنى أنه لن يهبط بالباراشوت». وأضاف حرب: «أعتقد أن أى حزب يحترم نفسه لا يسعى لترشيح شخصيات من الخارج إلا فى حالات نادرة». وأوضح أن «كلام البرادعى لا يمثل أى إهانة للأحزاب، فهو يكرر نفس كلام المعارضة المصرية ولا يخترع شيئا جديداً ولكن الفارق أن هذا الكلام صادر من شخصية عالمية لها ثقل ووزن دولى». فيما يرى ناجى الشهابى، رئيس حزب الجيل، أنه جدير بالبرادعى أن يترفع عن مثل هذا الكلام وألا يقابل رفض الأحزاب لترشيحه بهذا الهجوم، وقال: «التصريحات بها انفعالية واضحة، وأنا أحترم البرادعى كشخص، وكنت أتمنى ألا يقع فيها». وأضاف: «أحيى البرادعى على حماسه وأطالبه بتنفيذ ما قاله، حتى إننى سأطارده وأطالبه بتنفيذ ما قاله، فنحن فى حاجة لشخصية بحجم وقامة البرادعى، فلو صح هذا فسيكون بمثابة ميلاد زعيم جديد». فيما أوضح محمد أبوالعلا، نائب رئيس الحزب الناصرى، أن البرادعى يرفض الاشتراك فى السيناريوهات المطروحة على الساحة، المتعلقة بانتخابات الرئاسة المقبلة، وأنه إعلانه الترشح مستقلا فيه إشارة لإعلانه رفض دخول الانتخابات، وعن وصفه الأحزاب بأنها إطار سياسى مصطنع، شدد أبوالعلا على أن الأحزاب السياسية والحركات الشعبية بها قوى وطنية طالبت بالتغيير قبل أن يطالب به البرادعى.