ياسر أيوب يكتب: ممدوح عباس

ممدوح عباس.. ليس مجرد رئيس للزمالك، ولكنه نموذج واضح وظاهر لأى رئيس آخر فى مصر، حيث الرئيس أبداً لا يخطئ إنما هم الآخرون الذين دائما يخطئون.. الرئيس فقط هو الذى أبدا لا تجوز محاكمته أو محاسبته ولكن يمكن أن يكون الآخرون هم السبب وراء أى أزمة أو كارثة.. وممدوح عباس يدير الزمالك طيلة السنوات الماضية رئيسا سواء بالتعيين أو الانتخاب.. ولم تنصلح أحوال الزمالك ولا شفيت جروحه أو انتهت مواجعه..
ورغم ذلك لا أحد يتحدث عن دور الرئيس سواء فى انفجار الأزمة أو دوامها أو البحث لها عن حلول أو نهاية.. كأن أزمة الزمالك مع الكرة باتت مثل أزمة مصر كلها مع السكك الحديدية.. أزمة دائمة الكل يعرفها ويعايشها، ولكن لا أحد يملك لها أى حل.. وكلما خسر الزمالك مباراة أو مباراتين جرى تغيير المدرب.. وكلما احترق أو خرج قطار عن قضبانه وارتكب حادثا جرى تغيير وزير النقل.. وفى الحالتين يجرى تسويق إعلامى زائف، بإصرار وإلحاح، على أن الأزمة انتهت، وأنه تبين أن المشكلة كانت فقط هى المسؤول الذى تم تغييره..
وهكذا تتبدل الوجوه والأسماء.. مدرب وراء مدرب يأتى.. ثم يرحل.. وتبقى الأزمة قائمة ودائمة.. ويبقى ممدوح عباس رئيسا للزمالك.. لأن لا أحد يريد مواجهة الحقيقة.. لا أحد - سواء نتيجة عجز أو عدم فهم وعدم وعى أو نتيجة مجاملة أو بسبب مصالح لابد من حمايتها - يريد الحديث عن دور ممدوح عباس ومسؤوليته كرئيس للزمالك.. وليس من مصلحة الزمالك أن يبقى كل الجدل الدائر حاليا محصورا فى حسام حسن، وهل كان الأجدر بالفعل بقيادة النادى العريق أم كان هناك من هو أفضل وأحق منه بهذا الدور؟!
فالأزمة لم تكن هى هنرى ميشيل والحل ليس هو حسام حسن أو أى أحد آخر.. ولم تكن أزمة الزمالك الحقيقية هى خسارة مباراة، وبالتالى يصبح الإنقاذ والتصحيح هو الفوز بمباراة أخرى.. وأظن أن ممدوح عباس أصر هذه المرة على حسام حسن ليس اقتناعا بكفاءة حسام أو قدرته.. وإنما كان رئيس الزمالك يبحث عن قنبلة يريد تفجيرها إعلاميا، فيجرى الناس باهتمامهم وفضولهم يسبقهم الإعلام بصفحاته وشاشاته وراء دخانها، وينسون الأزمة الحقيقية التى لاتزال ملقاة بإهمال فى الكواليس..
ففى الأزمات السابقة تم تفجير قنابل أخرى، مثل: الإعلام الذى يحارب الزمالك.. ولقب نادى القرن.. فكانت حروبا وقضايا لم تسمح بالالتفات الحقيقى والضرورى لأزمة الزمالك.. وهو ما يتكرر الآن.. وباتت الحكاية هى: هل ينجح أم يفشل حسام حسن؟! ليتحول النجم الكبير إلى مجرد قرص مسكن لن يعالج الوجع الحقيقى.. وليبقى ممدوح عباس لأطول فترة ممكنة رئيسا للزمالك لا يحاسبه أحد ولا يتهمه أى أحد بأى شىء.. وإذا كان من الطبيعى أن نهنئ ممدوح عباس إذا فاز الزمالك اليوم على الأهلى، فمن العدل ومن الطبيعى أن نلوم ونحاسب نفس الشخص إن لم يفز الزمالك..
وسواء فاز الزمالك أو خسر، فلابد من الالتفات للأزمة الحقيقية، خاصة أن ممدوح عباس لم يقدم حتى الآن أى رؤية ولم يطرح أى تصور محدد لاسترجاع الزمالك القديم من كتب التاريخ وحكاياته، ويعود كما كان دوما ناديا رائعا قادرا على صنع البهجة وكبرياء الانتصار ■