قالت كبرى جماعات متمردي «الطوارق» في مالي، الأحد، إنها لم تعد تسعى لإقامة دولة مستقلة في شمال البلاد مما يخفف موقفها في ظل سعيها لدعم غربي للتصدي للإسلاميين الذين سيطروا على المنطقة. وكانت «الحركة الوطنية لتحرير ازواد» أعلنت، في ابريل، دولة مستقلة في شمال مالي باسم «ازواد» وذلك بعد أيام من إنقلاب عسكري في العاصمة باماكو التي تقع في الجنوب لكن إسلاميين على صلة بتنظيم القاعدة هيمنوا بعد ذلك على التمرد وسيطروا على مساحات واسعة من الأرض. وتدرس قوى غربية وإقليمية في الوقت الحالي إمكانية التدخل عسكريا لاستعادة السيطرة على المنطقة وسط مخاوف من أن تتحول إلى ملاذ امن للإسلاميين وهو ما قد يزيد الاضطراب في المنطقة في حين تسعى الحركة الوطنية لتحرير «ازواد» إلى الحصول على دور في هذه العملية. وقال إبراهيم أج الصالح، المسؤول في الحركة بعد اجتماع مع الوسيط الإقليمي، ورئيس بوركينا فاسو بليز كمباوري في واجادوجو «نعلن حقنا في تقرير المصير لكن ذلك لا يعني الانفصال». وقال في مؤتمر صحفي «بالنسبة للاستقلال هذا هدفنا. لكن الأستقلال لا يعني فقط أستقلال الأرض، أنه الحق في الحياة والرعاية الصحية والتعليم والدور السياسي وحرية التعبير». ويشكو الطوارق في مالي منذ سنوات من إهمال الحكومة المركزية في باماكو لهم وشنت الحركة الوطنية لتحرير «ازواد» في يناير تمردا بدعم من مقاتلين مزودين بأسلحة حصلوا عليها بعد الحرب الأهلية في ليبيا. وقوبل إعلانهم لاستقلال «ازواد» برفض دولي واسع ثم دب الخلاف بينهم وبين الإسلاميين المتحالفين معهم الذين يريدون فرض أحكام الشريعة الإسلامية على المنطقة والذين قاموا بتهميشهم.