لم أشاهد أفلام مهرجان القاهرة السينمائى الدولى ال33 الذى أعلنت جوائزه 20 نوفمبر، وبالتالى لا أستطيع إبداء رأيى حول مدى استحقاق الأفلام الفائزة بما فازت به، ولكن من الملاحظ أن المخرج الفنلندى الذى فاز بالهرم الذهبى، أكبر جوائز المهرجان عن فيلمه «رسائل إلى الأب جاكوب»، سبق أن فاز بالهرم الذهبى عام 2005 عن فيلمه «أم لى»، وهى سابقة تحدث لأول مرة فى تاريخ المهرجان، وبالتأكيد لأول مرة فى تاريخ مخرجه أيضاً! وبقدر سعادتى بفوز فتحى عبدالوهاب بجائزة أحسن ممثل عن دوره فى فيلم «عصافير النيل»، إخراج مجدى أحمد على رغم أنها مناصفة مع ممثل هندى، ورغم أن الفيلم جدير بالفوز بجائزة أخرى للعمل ككل، بقدر دهشتى من فوز الفيلم الأمريكى «أمريكا» إخراج شيرين دعبس بجائزتى مسابقة الأفلام العربية لأحسن فيلم وقدرها مائة ألف جنيه مصرى، وأحسن سيناريو وقدرها مائة ألف جنيه مصرى أيضاً، وهما الجائزتان المقدمتان من وزارة الثقافة فى مصر. لقد شاهدت أغلب أفلام المسابقة العربية فى مهرجانات أخرى سابقة، وكان منها أكثر من فيلم يستحق الفوز بإحدى الجائزتين مثل فيلمى مصر «هليوبوليس» إخراج أحمد عبدالله السيد، و«عصافير النيل»، والفيلم السورى «الليل الطويل» إخراج حاتم على، والفيلم المغربى «كازا نجرا» إخراج نور الدين لخمارى، وكل هذه الأفلام أفضل من فيلم «أمريكا»، ومن أحسن عشرة أفلام عربية عرضت هذا العام. وما يثير الدهشة والاستغراب والاستنكار ليس فقط فوز فيلم «أمريكا» بالجائزتين الوحيدتين للمسابقة العربية فقط، وإنما أيضاً لأنه ليس فيلماً عربيا. صحيح أن لجنة التحكيم لا تختار الأفلام التى تشترك فى المسابقة، وأن هذه مسؤولية إدارة المهرجان، ولكن كان على لجنة التحكيم أن تراعى أن وزارة الثقافة فى مصر عندما قررت منح هاتين الجائزتين كانت تستهدف دعم الإنتاج السينمائى العربى، وليس دعم الإنتاج غير العربى لمخرجين عرب مهاجرين أو من أصول عربية، خاصة أن فيلم «أمريكا» ليس تحفة فنية بأى مقياس، وإنما هو فيلم هوليودى تقليدى جيد يتم إنتاج العشرات منه كل سنة فى أمريكا، ولا يعرض أى منها فى أى مسابقة دولية فى مهرجان كبير أو حتى متوسط. وتثير هذه الواقعة مشكلة نسبة بعض الأفلام إلى جنسيات مخرجين، أو جنسياتهم الأصلية، بينما الصحيح أن ينسب كل فيلم إلى جنسية شركة الإنتاج حتى لو كان من الإنتاج المشترك، وليست هناك وجهات نظر حول هذا الموضوع، فجنسية الفيلم هى جنسية شركة الإنتاج، وهذه مسألة علمية ثابتة إلا إذا أصبح الجهل وجهة نظر، ومع الأسف فقد بدأ مهرجان «كان» هذه الفرية، واتبعته بعض المهرجانات كالقطيع، ولكن ليس كل المهرجانات. [email protected]