«ميامى هيرالد»: مشاعر الأمريكيين السلبية ضد الإسلام ترسخت على مدى عقود

أن تعبر مجموعة مسلمة عن رغبتها فى بناء مركز إسلامى فى منطقة ما، فالأمر يبدو غير مؤذ لأحد بالمرة، لكن البعض يسعون لعرقلة لتلك الخطوة، زاعمين أن الإسلام دين يدعو إلى الإرهاب.
تقول صحيفة «ميامى هيرالد» الأمريكية، إنه ربما يبدو للوهلة الأولى أن الأمر يتعلق هنا بما يحدث فى نيويورك حالياً من احتجاجات ضد بناء مركز إسلامى بالقرب من موقع هجمات 11 سبتمبر، إلا أنها توضح أن الأمر يسرى أيضاً على حادثة مشابهة وقعت فى فلوريدا منذ سنوات قليلة مضت، مخلفة جدلاً لم تهدأ حدته بعد. وأشارت الصحيفة إلى أن خلافات أخرى من هذا القبيل تحدث فى جميع أنحاء البلاد من آن لآخر.
فبعد ما يقرب من عقد من الزمان على أحداث 11سبتمبر 2001، يشعر أقل من ثلث الأمريكيين بمشاعر إيجابية تجاه الإسلام، فيما يعارض معظم الأمريكيين بناء مركز ثقافى إسلامى ومسجد بالقرب من «منطقة الصفر» أو «جراوند زيرو»، التى شهدت أحداث 11 سبتمبر.
وتطرح الصحيفة تساؤلاً حول كون الأمريكيين وطنيين أم متعصبين، قائلة إن استطلاعات الرأى والمؤرخين وغيرهم من الخبراء يقولون إن مشاعر الأمة الفطرية تجاه الإسلام تشكلت على مدى عقود، من خلال خليط من العوامل، منها الاتجاهات الديموجرافية والعوامل النفسية والإرهاب وسياسة الولايات المتحدة الخارجية والداخلية، والتغطية الإعلامية والإنترنت.
فمن الناحية الديموجرافية، يتراوح تعداد المسلمين فى الولايات المتحدة بين 2.5 مليون و7ملايين نسمة، أى بنسبة حوالى 1 إلى 2% من السكان. ولا توجد بيانات رسمية عن توزيع المسلمين الجغرافى فى الولايات المتحدة، إلا أن أغلب المساجد يتركز فى المناطق الحضرية.
وتوضح الصحيفة أن معظم الأمريكيين هم من المسيحيين، وأكثرهم لم يكن لديه أى احتكاك مباشر بالمسلمين. وتستشهد الصحيفة باستطلاع رأى أجراه مركز «بيو» للأبحاث فى وقت سابق من الشهر الجارى، أظهر أن ربع الأمريكيين لا يعرفون شيئاً على الإطلاق عن الإسلام، فيما قال نحو 58% من الذين شملهم الاستطلاع، إنهم لا يعرفون أى مسلم.
لذا فمن الطبيعى بالنسبة للأشخاص الذين لا يعرفون المسلمين أن يرسموا صوراً نمطية حادة عن الإسلام، من خلال أحداث 11 سبتمبر، ويقول ليونى هادى، رئيس الجمعية الدولية لعلم النفس السياسى، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة نيويورك، إن تلك النظرة السلبية ترسخت أيضاً بعد حوادث مثل إطلاق النار فى قاعدة فورت هود بتكساس، والمحاولة الفاشلة لتفجير سيارة ملغومة فى ساحة «تايمز سكوير» فى نيويورك. ويضيف هادى «أى نوع من العلاقات يصبح أكثر إيجابية حينما يكون للناس اتصال شخصى أكبر ببعضهم البعض».
وتقول «ميامى هيرالد» إن القيادات الأمريكية السياسية والثقافية أيضا شكلت اتجاهات الأمريكيين حول الإسلام والمسلمين، فبعد 11 سبتمبر، حاول الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش جاهداً التمييز بين الإسلام بشكل عام، والإرهابيين من المسلمين.
وتخلص «ميامى هيرالد» إلى إن شبكة الإنترنت وتطبيقات الشبكات الاجتماعية تخطت وسائل الإعلام التقليدية، وضاعفت من نفوذ الجماعات الثانوية. حيث يرى إحسان باجبى، أستاذ مساعد الدراسات الإسلامية فى جامعة كنتاكى، أنه طالما كان المسيحيون المحافظون هم مصدر الخطاب المعادى للإسلام، ولكن أصوات أكثر علمانية دخلت الآن فى المعادلة.