يستحق هادى فهمى اليوم أن نكون كلنا معه.. ليس باعتباره رئيساً لاتحاد كرة اليد.. وليس لأن بلادنا ستبدأ اليوم استضافة بطولة أمم أفريقيا التاسعة عشرة لكرة اليد.. ولا فقط لأننا نريد الفوز بكأس الأمم لتلحق اليد المصرية بالقدم على الساحة الأفريقية.. وإنما لأن منتخب الجزائر سيصل اليوم إلى القاهرة للمشاركة فى البطولة.. وهذا هو أهم ما فى الحكاية.. وأهم رهان فى حياة هادى فهمى، ولابد أن نساعده كلنا لكى يكسبه.. وإذا كنا فى ملعب كرة القدم وساحاتها.. نجحنا فى إثبات أننا الأفضل والأقوى والأكثر إبداعاً والتزاماً وأخلاقاً.. فإن هادى فهمى اليوم مطالب بأن يقدم للعالم شهادة بحسن سير وسلوك المصريين خارج ملاعب الرياضة بكل ألعابها.. ولو كان الأمر مقصوراً على طبيعة المصريين وسماحتهم ونبلهم وتحضرهم وصفاء قلوبهم.. لما كانت هناك أى مشكلة.. ولكننى أخشى أمرين بالتحديد.. الأول يخص الفريق الجزائرى الذى سيضم قطعاً من سيحاول اصطياد أى خطأ من هنا أو هناك لتجديد اتهاماتهم لمصر وتوثيق شهادات قدموها لإجبار كثيرين فى العالم على إدانة سلوك غير رياضى وغير أخلاقى للمصريين.. ولهذا أطالب هادى فهمى بالتنسيق مع التليفزيون والفضائيات المصرية لتكون هناك كاميرا دائمة تصاحب البعثة الجزائرية فى كل تنقلاتها.. فالصورة الموثقة لن تسمح بأى ادعاء أو اختلاق للقصص وتزوير للروايات.. أما الأمر الثانى فهو يخص بعض المتعصبين أو الغاضبين او المتهورين منا والذين سيحاولون التحرش بالبعثة الجزائرية يقودهم تصور خاطئ بأنهم أكثر غيرة على بلدهم منا جميعاً.. أو أن لهم ثأراً شخصياً وعاماً لدى الجزائريين ولابد أن يأخذوه وإلا فقدوا كرامتهم ورجولتهم.. ولا يعرف أى من هؤلاء أنه لم يكن لدينا أى ثأر لدى الجزائريين حتى نحرص على أخذه ولم تعد لنا أى حقوق ضائعة عندهم بعد أن نجح حسن شحاتة ورجاله فى أنجولا فى استرداد حقوقنا.. ومن المؤكد أن هادى فهمى تصور وله الحق ومعه العذر فى أن حماية البعثة الجزائرية من أى تحرشات غاضبة هى مهمة رجال الأمن فى مصر.. ولكننى أراها بالمقام الأول مهمة واجبة على كل المصريين الذين من الضرورى أن يقودهم هادى فهمى بداية من اليوم وأن يقنعهم بما يمكن أن تربحه مصر حين تستضيف الجزائريين فى شوارعها وفنادقها وملاعبها وقلبها بكل الاحترام الذى يليق بتحضر المصريين وبالصورة التى يحبون أن يراهم بها العالم كله.. ولست أبالغ على الإطلاق.. فالتوتر بين مصر والجزائر بات حديث العالم كله بصحافته وشاشاته.. وبالتالى أصبح حسن استقبال الجزائريين فى بلادنا.. مهمة جماعية وواجبا قومية لابد أن نكسبه.. وأطلب من هادى فهمى أيضا استثمار إقامة هذه البطولة وسط حالة الفرحة الرياضية الجماعية التى تعيشها مصر بعد انتصارات كرة القدم لتتحول هذه البطولة إلى خطوة جديدة لدوام هذه الفرحة وتأكيدها.. فيملأ الناس المدرجات وترتفع نفس الأعلام المصرية فى كل مكان وعلى كل الشاشات كلما لعبت مصر او انتصرت فى هذه البطولة.. وأن أرى حسن شحاتة ولاعبيه فى المدرجات يشجعون منتخب اليد.. ومع كل ذلك أتمنى صلحاً ووفاقاً حقيقياً بين هادى فهمى.. وبين الدكتور حسن مصطفى ابن مصر ورئيس الاتحاد الدولى لكرة اليد. [email protected]