لم ننسه لنتذكره، ونثق أنه حاضر فى عقلك، وقلبك، وذاكرتك، كما يعيش بيننا، رغم مرور عامين على رحيله. غاب مجدى مهنا بجسده قبل عامين من الآن، لكن عمله لم ينقطع كما نؤمن ونعتقد، فكل كلمة «حرة، وصادقة، ونبيلة» كتبها «فى الممنوع»، لوجه الله والوطن، صدقة جارية مازالت باقية، وسارية، وصالحة ليتعلم منها الأجيال، ومازال عمله الصالح باقياً، بقيم نبيلة زرعها فى أجيال شابة، علمها الاستقلال والزهد والموضوعية والمهنية، ومازال عشرات «الأبناء الصالحين» من تلاميذه يذكرونه بالخير والتقدير، ويدعون له فى كل مرة تلتقى فيها أقلامهم بالورق. لم ينقطع عمل مجدى مهنا، ولم يتوقف فى مثواه عن حصد ثمار زرع فى حياته، القصيرة بمعيار الزمن، والطويلة جداً بمعيار الإنجاز والأعمال الصالحة، لأنه أيضاً ترك قارئاً مثلك، صدقه ووثق فى قلمه، فتشبع بقيمه النبيلة، تعلم منه الغضب الراقى، والنقد العفيف، وانحاز له «مهنا» بكل ما يملك من موهبة، وخسر من أجله كل ما كان يمكن أن يحققه من مكاسب، مؤمناً بأن رضا القارئ، واقتناعه بصدق كاتبه ونزاهته، أهم وأبقى من رضا السلطة وإغرائها. تلك المعادلة هى التى جعلته يرحل راضياً مطمئناً بأنه ترك اسماً يستحق الاحترام والبقاء، فبقى فى قلبك وقلوبنا. أيها النبيل.. زميلاً وصديقاً وشريكاً وأستاذاً وكاتباً.. لم ننسك لنتذكرك. رئيس التحرير