أخيراً، عرفت سبب انهيار الصحف القومية، فهى تستعين بأمثال الكابتن القناص وتابعه القرموط للكتابة فيها فجعلوها جرائد بايتة تباع كقراطيس للب والتسالى، ودخلوا فضائيات فأصابوها بالعقم والعته الهستيرى والتقوُّل اللا إرادى، فصارت قنوات ناجحة نجاحاً منقطع الجماهير! معلش إحنا بنتكلم، فعندما تقرأ للكابتن القناص استشراف المستقبل مع إشكالية الحاضر ناهيكم عن هضم الماضى وإخراجه بالنخبة من بؤرة الحدث الاكتراثى!!، تعرف جيداً أنك أمام القناص الذى يكتب بطريقة سريالية تذكرك بالنسناس الذى يكتب عشوائياً على كى بورد الكمبيوتر ليصبح شعبولا الصحافة.. وهييييه. ليس لنا ذنب فى أن الكابتن القناص مطرود من الفضائيات لثقل ظله الرهيب، ونعذره فى دفاعه عن أكل عيشه حين يوعد ببرنامج لن تقبل ظهوره أى فضائية أخرى إلا إذا كانت قناة إيزالو الطاردة للناموس والجمهور، أو قناة off التكفيرية، ليس لنا ذنب فى أن المذيعين القرامطة لا يفهمون أن التكفير ليس رأياً آخر، ولن نبذل جهداً إضافياً فى إفهام أمخاخ منغولية مصابة بفيروس التخلف العقلى، أننا لسنا ضد مخالفينا فى الرأى، ولكننا ضد المكفّرين الذين يستبيحون، ويحتكرون إطلاق أحكام الكفر على البشر، ويغتصبون حق الله، ويوزعون صكوك الغفران على البشر، وكنا نتمنى أن يكون الكابتن القناص خفيف الدم حتى نقبل كتابته التى تحتاج لجدول اللوغاريتمات، الذى كان يوزع علينا فى امتحانات الثانوية العامة، وكنا نتمنى أن نستسيغ لحم سمكة القرموط اللزجة التى تنمو فى مخلفات الصرف الصحى، ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه. القناص هو الوحيد الذى يفهم مقالاته ويشاركه تابعه فقط فى فهمها لأنه يعتقد أنه يفهمها، وللأسف فقد ضبط عدة مرات وهو يمسك بالجريدة بالمقلوب أمام رئيسه أمبير بن فولت! وهو يتوهم أنه يقرأ مقالة أستاذه القناص، وقد ضبط الكابتن القناص ذات مرة وهو يكتب مقالاً مفهوماً وكوفئ يومها من تابعه القرموط بصينية حنشان، ولكن بعدها عادت ريما لعادتها القديمة، لدرجة أن تعديلاً قد حدث فى قانون العقوبات المصرى بحكم أعنف من حكم الإعدام، وهو عقوبة قراءة مقالة القناص مرتين يومياً أو مشاهدة برنامج تابعه دون مونتاج، وقد ناشدت جمعيات حقوق الإنسان السلطات المصرية بتخفيف العقوبة، لأنها تتنافى مع أبسط قواعد الإنسانية، ولكن مصر أصرت على إدخال العقوبة التى تفوقت على الخازوق والحرق والسحل ولكنها على العموم أخف من مشاهدة القناص فى برنامجه الجديد. نتمنى أن يأكل القناص عيشاً ولكن دون إراقة ماء الوجه، ونتمنى أن تسبح سمكة القرموط بعيداً عن حواف الترع الملوثة ولكن دون تسول، وشكراً لكل من أعادنا إلى أدب السخرية مرة أخرى بعد أن كنا قد هجرناه، وعذراً للكابتن القناص الذى لم أعرفه من قبل، وسمكة القرموط التى لم أتناولها مطبوخة قط ولا أتمنى بتاتاً أن أراها مطهية حتى فى البرامج.