اعتبر الرئيس السوري، بشار الأسد، خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، الأربعاء، في دمشق أن «المعركة الحالية في بلاده لا تستهدف سوريا فحسب، إنما منظومة المقاومة بأكملها»، في إشارة إلى ما يعرف بمحور المقاومة ضد إسرائيل، المتمثل فى سوريا وإيران وحزب الله اللبناني. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا)، عن «الأسد» قوله: «سوريا أبدت انفتاحا في التعامل مع كل المبادرات التي طرحت لإيجاد حل للأزمة». واعتبر أن «مفتاح نجاح أي مبادرة، هو النوايا الصادقة لمساعدة سوريا، وبناء هذه المبادرات على أسس سيادة سوريا، وحرية قرار الشعب السوري، ورفض التدخل الخارجي». من جانبه، أكد الوزير الإيراني لدى وصوله إلى دمشق أن «سوريا تواجه مشكلة ونحن نتمنى أن تتم ادارة هذه المشكلة في أقرب فرصة، أن حل هذه المشكلة يكون فقط في سوريا وداخل الأسرة السورية، وكذلك بالمشاركة والتنسيق مع كافة المؤسسات الدولية والاقليمية». كان «صالحي» الذي التقى أيضا نظيره السوري، وليد المعلم، وصل من القاهرة حيث إقترح على «مجموعة الإتصال» حول سوريا التي تضم تركيا وإيران والسعودية ومصر، إرسال مراقبين من هذه الدول للمساعدة على وقف العنف في سوريا. وغابت السعودية الداعمة للمعارضة السورية عن إجتماع القاهرة، في حين أعرب وزير الخارجية الإيراني، الذي تعد بلاده أبرز حليف لنظام الأسد، عن أمله في مشاركة المملكة في الإجتماعات القادمة. وتعليقا على الاقتراح الايراني، أبدى رئيس المجلس الوطني السوري، عبد الباسط سيدا، تحفظه على مشاركة إيران في مساعي إيجاد حل للعنف في سوريا. وقال «سيدا» بعد لقائه وزير الخارجية القطري، الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، في الدوحة «أبلغنا القيادة القطرية ملاحظاتنا على موضوع ضم إيران إلى الرباعية». ميدانيا، قال مصدر عسكري، إن الاشتباكات وعمليات القصف في دمشق مستمرة، حيث اقتحمت القوات النظامية حي الحجر الأسود، جنوب العاصمة، بينما نفذ المقاتلون المعارضون هجمات متكررة على مراكز تابعة للقوات النظامية في حلب. ووفقا للمرصد السوري لحقوق الانسان، قتل 48 شخصا، الأربعاء، بينهم 42 مدنيا و6 مقاتلين معارضين، وشهد حي الحجر الأسود عمليات هدم وحرق للمنازل. بينما ذكر مصدر عسكري أن مقر المخابرات الجوية وكتيبة المدفعية في منطقة الزهراء، تعرضا لهجوم من مسلحين فشلوا في الاقتراب منه. على صعيد آخر، أعلن الجيش السوري الحر، سيطرته على معبر تل الأبيض الحدودي مع تركيا. وكانت وسائل إعلام تركية، اكدت سيطرة المعارضة على المعبر بعد معارك بدأت، عصر الثلاثاء، وتخللتها هدنة ليلا، مشيرة إلى إصابة 3 مدنيين اتراك في مدينة «اكجكال» المقابلة جراء الرصاص الطائش. واستدعى الوضع الانساني في سوريا والانتهاكات التي تتعرض لها حقوق الإنسان تزايدا في حجم التنديد الدولي، ففي وارسو، اعتبر وزير الخارجية البريطاني، وليام هيج، أن «الشعب السوري يعيش وضعا إنسانيا صادما بسبب دوامة العنف المستمرة منذ أكثر من 18 شهرا». وأضاف «الوضع في سوريا أكثر ما يشغلنا في مجال السياسة الخارجية، نحن مع الشعب السوري الذي يواجه وضعا إنسانيا صادما».