وافقت وزارة البيئة على أول مشروع لإقامة أقفاص استزراع سمكية داخل بحيرة قارون بالفيوم، رغم رفض مدير محمية قارون المشروع، وتحذيره من تلوث بيئى شديد سينتج عنها. وعلمت «المصرى اليوم» أن العمل يجرى الآن فى بناء الأقفاص، بعد حصول الشركة المنفذة على موافقة وزارة البيئة فى أكتوبر الماضى. وحصلت «المصرى اليوم» على نسخة من مذكرة رسمية أرسلها على مطراش، مدير محمية قارون، إلى الدكتور مصطفى فودة، رئيس قطاع المحميات الطبيعية بوزارة البيئة، بتاريخ 1 أكتوبر 2009، يرفض فيها الطلب المقدم من شركة «مسك» للاستزراع السمكى، بعد تشكيل لجنة من الباحثين المتخصصين بالمحمية للنظر فى الدراسة الاقتصادية المقدمة من الشركة، ورأت اللجنة عدم الموافقة، لعدة أسباب من بينها أن البحيرة مغلقة ومثل هذه الأنشطة تعتبر بداية لتحويل البحيرة إلى مزرعة سمكية كبيرة مما سيؤثر على بيئة البحيرة بالكامل. وأوضحت المذكرة أن زيادة تلوث البحيرة بفضلات الأسماك والأعلاف المستخدمة فى تغذيتها تؤدى إلى ارتفاع نسبة «الأمونيا» وتؤثر سلبياً على جودة مياه البحيرة، بالإضافة إلى أن وجود أقفاص سمكية فى المنطقة الشمالية - وما يترتب على ذلك من أنشطة ملحقة بها - سيؤثر سلباً على مناطق التنمية السياحية بالساحل الشمالى لبحيرة قارون، فضلاً عن تأثير زيادة التلوث الضوضائى الناتج عن استخدام لانشات بحرية على المواطن الطبيعية للطيور البرية المقيمة والمهاجرة. واختتم مطراش المذكرة بالتحذير من التأثيرات السلبية على نشاط الصيد التقليدى بالبحيرة، مؤكداً عدم موافقته على المشروع. وفى المقابل، حصلت «المصرى اليوم» على نسخة من خطاب وجهه الدكتور مصطفى فودة، رئيس قطاع المحميات الطبيعية، إلى الدكتور محمد فتحى عثمان، رئيس هيئة الثروة السمكية، بتاريخ 14 أكتوبر 2009، يؤكد فيه فودة أن فكرة المشروع جيدة وتم تناولها سابقاً من قبل إدارة المحميات، وتم عقد لقاء مع المستثمرين أصحاب الشركة لمناقشة جميع جوانب المشروع. وأشار فودة فى الخطاب إلى أنه نظراً لكون هذه أول تجربة للأقفاص البحرية ونظراً لالتزام الشركة بشراء اللوازم الخاصة بالمشروع واستيراد الأقفاص من الخارج؛ ترى إدارة محمية قارون البدء بعمل مشروع تجريبى من قفصين داخل البحيرة ومتابعتهما من خلال إدارة محمية قارون بهدف رصد سلبيات المشروع وإيجابياته، وأضاف فى نهاية خطابه: «نأمل فى تسويق المشروع بعد النجاح إن شاء الله».