أكد الدكتور مصطفى أورخان، مدير مركز الأنفلونزا فى المصل واللقاح السابق، أن فيروس أنفلونزا الخنازير «حقيقة مؤكدة»، ولكن ما أشيع عنه من خطورة لم يكن حقيقة. ولفت إلى أن ظهور الفيروس جاء فى وقت مبكر لدرجة أربكت منظمة الصحة العالمية التى لم تكن أنتجت عقارا مضادا له بعد، الأمر الذى دفع شركات الأدوية لاستغلال الموقف بإنتاجها لعقار التاميفلو والترويج له. وذكر أورخان أن منظمة الصحة العالمية تبدأ فى إنتاج اللقاحات الواقية من الأنفلونزا كل عام فى شهر مارس تحسبا لظهورها فى شهرى ديسمبر ويناير، ولكن ما حدث العام الماضى هو ظهور فيروسA H1N1 ، والمعروف باسم أنفلونزا الخنازير فى شهر أبريل، بالإضافة إلى أن تركيبة جيناته مختلفة عن الأنفلونزا المعروفة والعادية والمتوقع ظهورها وهو ما أربك المنظمة التى لم تضع حسابا لهذه السلالات فى اللقاحات التى بدأت شركات الأدوية فى إنتاجها بالنسبة للأنفلونزا الموسمية. وأشار إلى أن إنتاج لقاح جديد للأنفلونزا الجديدة كان يستوجب عدة أشهر وهو ما استغلته شركات الأدوية الكبرى فى انتاج عقار التاميفلو باعتباره العلاج الوحيد لهذا الفيروس خلال ال48 ساعة الأولى من الإصابة حتى يمكن أن يقضى عليه وبخلاف تلك المدة فإن العقار يصبح بلا جدوى، ولكن شركات الأدوية استغلت ذلك الوقت فى إنتاج كميات كبيرة من اللقاحات والترويج لها. ولفت إلى أن هناك ما يقرب من 129 مركزا للأنفلونزا فى العالم تقوم بعمل فحوصات حول تحور فيروس الأنفلونزا سنويا، وترسل كل النتائج التى توصلت إليها إلى منظمة الصحة العالمية سنويا. وأوضح أن اللقاح عادة ما يحتوى على نسبة 15 ميكروجراما من بروتين الأنفلونزا الميتة دون إضافة «محسنات» أو أى مواد أخرى، لكن ما حدث مع لقاح أنفلونزا الخنازير أنه كان مختلفا، فبدأت الشركات فى إنتاج اللقاح لتضم الجرعة الواحدة ذات النصف جرام 3.75 ميكروجرام من بروتين الأنفلونزا الميتة وتعويضا لنقص النسبة المطلوبة، وهى 15 ميكرو جراما، أضافت ما يعرف ب«المحسن» وهو مادة تنشط الجهاز المناعى لإفراز أجسام مضادة للوقاية من المرض، ولكن خطورة هذه المحسنات فى أنها تصيب واحداً من كل عشرة آلاف بأمراض الجهاز العصبى.