استجوابات عديدة تقدم بها أعضاء فى مجلس الشعب بشأن الشركات المستفيدة من استيراد اللقاح المضاد لأنفلونزا الخنازير، ولم تجد ردا عليها حتى الآن من جانب الحكومة. الاستجوابات أشارت إلى وجود شبهة إهدار للمال العام حدث خلال تلك الأزمة التى اختلقتها بعض الشركات العالمية للأدوية لبيع كميات كبيرة من منتجاتها، أو على حد تعبير بعض النواب أنها مجرد «بيزنس» . وحسب استجواب النائب فريد إسماعيل، فإن أنفلونزا الخنازير ما هى إلا وهم ومؤامرات تمت على أثرها تجارة على مستوى عال، وحققت شركات الأدوية العالمية من ورائها مئات الملايين فى فترة زمنية وجيزة جدا. صراع «تجارة» بيع لقاح أنفلونزا الخنازير بدأ بالخارج أولا عندما تسارعت كل من شركة «نوفارتس» السويسرية، و«ميدى اميون» الأمريكية، و«جلاكسو سميث كلاين» الانجليزية، و«سي. سي. ال» الاسترالية، و«سانوفى بامستير» الفرنسية فى إنتاج اللقاح، والتقدم بعروضها لوزارة الصحة المصرية للتعاقد معها للحصول على اللقاح. ورغم أن هيئة الأغذية والدواء الأمريكية «إف دى إيه» وافقت على تداول أمصال الفيروس من إنتاج تلك الشركات، فيما عدا شركة «جلاكسو» الإنجليزية والتى قالت عنها إنها تضيف مواد محفزة غير مستحبة، إلا أن مصر اختارت تلك الشركة تحديدا دون النظر إلى أسباب رفض الهيئة الأمريكية لها بحسب الاستجواب. ومن هنا بدأ صراع آخر داخلى لم يخرج عن نطاق قبة مجلس الشعب الذى تداولت فيه العديد من الاستجوابات حول أسباب اختيار تلك الشركة تحديدا دون غيرها. ويوضح الدكتور جمال الزينى، عضو لجنة الصحة بالمجلس، الذى تقدم بسؤال لوزير الصحة حول المبررات وراء اختيار شركة «جلاكسو» تحديدا، أنه منذ شهر أكتوبر الماضى تقدمت العديد من الشركات بعروضها للوزارة، ولكننا تعاقدنا مع الشركة الوحيدة التى لم توافق عليها هيئة الدواء الأمريكية لأن منتجها له آثار جانبية يمكن تفاديها بمجرد تغيير الشركة. ويضيف: ولكن الموضوع حدث بشكل مفاجئ، واكتشفنا تعاقد الوزارة مع «جلاكسو» قبل أكتوبر، ولم يرد أحد على سؤالى، حتى إننى طلبت من الوزارة تقديم صورة من العقد والمبالغ المتعاقد عليها، وحتى هذه اللحظة لم أحصل عليها، وبالطبع من الواضح للجميع أن الهدف الأول والأخير هو أن تربح شركات أدوية بعينها، ولا أستبعد وجود شبهة «بيزنس ومؤامرة» تمت فى مصر. ويستند «الزينى» فى اتهامه إلى وجود أحد المسؤولين فى هيئة المصل واللقاح المصرية «فاكسيرا» - المسئولة عن استيراد اللقاحات- يرأس فى الوقت نفسه مجلس إدارة فرع شركة «جلاكسو» فى مصر، وهو ما يقول عنه «الزينى»: «ازدادت شكوكى بعد التأكد من وجود مصلحة واضحة لأحد الأفراد، بالإضافة إلى حالة التهويل والفزع مع بدء حملة التطعيم وغيرها. ويستطرد: «من الواضح أن شركات الأدوية ربحت المليارات من تلك العملية تحت ادعاء أن الأمر وصل لمرحلة كارثية، لذلك طلبت من الشركات الخمس التى حصلت على حق بيع وتوزيع اللقاح تقديم الأرقام الخاصة بالربح من تجارة لقاحات أنفلونزا الخنازير، وحتى الآن لم يبادر أحد بتقديم تلك المعلومات». ولم تجد وزارة الصحة ردا لكل تلك التساؤلات والاستجوابات سوى أنها بررت موافقتها على عرض شركة «جلاكسو» لأنه كان الأقل عن باقى الشركات بمبلغ 30 مليون جنيه، ولم تقدم أى تعقيب عن الأعراض الجانبية ورفض هيئة الدواء الأمريكية للقاح الشركة، أو أى مستند يفيد صحة تلك الأرقام.