جاء الفيلم الأمريكى «البجعة السوداء» إخراج دارين أرنوفسكى، الذى عرض فى افتتاح مهرجان فينسيا السينمائى الدولى ال67 مخيباً للآمال، ولكن، وفى اليوم نفسه، عرض فى افتتاح برنامج «أيام فينسيا» الفيلم الإيرانى القصير «الأوكورديون» إخراج فنان السينما الإيرانى العالمى الكبير جعفر بناهى، ومن إنتاج هيئة الأممالمتحدة ضمن سلسلة أفلام قصيرة عن الإعلان العالمى لحقوق الإنسان. هذا هو أول فيلم يخرجه بناهى بعد أن تعرض للسجن فى مارس الماضى، واتهمته السلطات الإيرانية بأنه كان «ينوى» إخراج فيلم ضد النظام السياسى، ويؤيد المعارضة التى تتهم النظام بتزوير الانتخابات الرئاسية، وهى التهمة الأولى من نوعها فى تاريخ القهر. وكما منعت السلطات الإيرانية بناهى من السفر إلى مهرجان كان فى مايو بعد أن وجهت إليه إدارة المهرجان الدعوة للاشتراك فى لجنة التحكيم، منعته من السفر إلى مهرجان فينسيا لحضور عرض فيلمه الجديد، وتلبية دعوة إدارة المهرجان لإلقاء «درس السينما» على مئات من طلبة معاهد السينما من إيطاليا ودول أوروبية أخرى. كانت الحملة الدولية للإفراج عن الفنان قد وصلت إلى ذروتها فى مهرجان كان، وأدت إلى الإفراج عنه بكفالة هائلة (200 ألف دولار أمريكى)، ومن دون تحديد التهمة التى يحاكم عنها. والأرجح أن عدم منع بناهى من إخراج الفيلم، أو منع الفيلم من العرض فى فينسيا، يرجع إلى أنه من إنتاج الأممالمتحدة. ورغم أن الفيلم ليس من الإنتاج الإيرانى، ورغم أنه بسيط للغاية كأفلام الأطفال مثل أغلب الأفلام الإيرانية فى ظل حكم الدولة الدينية، فإنه يبدأ بلافتة مكتوبة تؤكد أنه فيلم خيالى، ولا علاقة له بالواقع، وينتهى بلافتة أخرى تؤكد أن الأممالمتحدة ليست مسؤولة عن الآراء التى يعبر عنها، مثل كل أفلامها! إنه حكاية صبى يعزف على الأوكورديون فى شوارع طهران بصحبة أخته الطفلة التى تعزف على الطبلة وتحمل صحناً تجمع فيه ما يتصدق به الناس عليهما. وبينما هما بجوار أحد المساجد، يهجم عليهما شاب وينتزع الأوكورديون ويجرى قائلاً كيف تعزف الموسيقى بجوار مسجد؟! تفزع الطفلة، وتنتبه إلى أنها لا تضع الحجاب، فتضعه بسرعة، ويلتقط الصبى حجراً ليضرب الشاب ويسترد الأوكورديون، ولكن أخته ترجوه ألا يفعل حتى لا يسجن ولا تجد هى وأمها من ينفق عليهما. وعندما يعثر الصبى على الشاب، يجده يحاول العزف على الأوكورديون ويستخدمه للشحاذة بدوره، فيلقى الحجر من يده، ويدعوه ليحمل الصحن بدلاً من أخته حتى تتفرغ للعزف على الطبلة، ويواصل الثلاثة الشحاذة معاً. [email protected]