عادت الحياة إلى طبيعتها فى شارع عدلى وسط القاهرة بعد أحداث مثيرة عاشتها المنطقة، أمس الأول، عقب قيام مجهول بإلقاء حقيبة داخلها 4 قنابل يدوية الصنع، حيث تواجد فى مكان الحادث عدد من رجال الشرطة بالملابس المدنية والأميرية ينتشرون فى المناطق المحيطة، وفتحت المحال أبوابها منذ الثامنة مساء أمس الأول بعدما انتهى رجال المعمل الجنائى من رفع آثار الحادث.. واختفى التواجد الأمنى المكثف من أمام الفندق، إلا من مجند وأمين شرطة يقفان أمام المدخل، فيما شنت أجهزة البحث حملة على فنادق وسط المدينة وناقشت شهود عيان وأصحاب محال مجاورة لموقع الحادث. وانتقلت «المصرى اليوم» ورصدت بعض المشاهد من أمام المعبد اليهودى وداخل الممر الذى فر منه المتهم إلى شارع عبدالخالق ثروت، جميع المحال داخل الممر فتحت أبوابها وامتنع أصحابها عن الحديث مع وسائل الإعلام ورفضوا التصريح بأى أحاديث صحفية قائلين إن الموضوع حدث فى ساعة مبكرة من صباح أمس الأول، وأنهم لم يكونوا متواجدين بالمنطقة وأن كل معلوماتهم من خلال ما تم نشره فى الصحف وعلى القنوات الفضائية. وكان شارع عدلى مكتظاً بالمارة والسيارات ولا توجد أى آثار للحادث، وكذلك شارع عبدالخالق ثروت الذى سلكه المتهم أثناء هروبه من مسرح الجريمة، وفحص رجال الأمن هوية كل المترددين على العقار الذى شهد الحادث ومعرفة سبب صعودهم، وعلمت «المصرى اليوم» أن جميع نزلاء الفندق تركوا عناوينهم الشخصية وأرقام تليفوناتهم فى الفندق وغادروه خوفا من التحقيق معهم بالرغم من عدم تواجد أى منهم فى صالة الفندق وقت ارتكاب الحادث. من ناحية أخرى تكثف الإدارة العامة لمباحث العاصمة بإشراف اللواء فاروق لاشين، مدير الإدارة، جهودها لتحديد المتهم والقبض عليه، وتم تشكيل فريق بحث بقيادة اللواءين سامى سيدهم، نائب المدير العام، وأمين عزالدين، مدير المباحث الجنائية، وتم الاستماع إلى أقوال موظف الاستقبال فى الفندق فى محاولة للحصول منه على معلومات جديدة، وأيضا عاملان أكدا أن المتهم شخص طويل القامة قمحى اللون فى العقد الرابع من العمر وشعره كثيف، وأن جريمته لم تستغرق سوى 5 دقائق فقط وفر هاربا عقب إلقائه الحقيبة من نافذة الفندق، وأكدوا أن المتهم لم يسبق له التردد على الفندق من قبل وأن هذه هى المرة الأولى التى يحضر فيها، وأنهم شاهدوه يفر هاربا بالركض فى اتجاه مسرح ميامى وبعدها اختفى عن أنظارهم، وحدد رجال المباحث صورة تقريبية للمشتبه فيه بعد الاستعانة برسام، عن طريق الأوصاف التى أدلى بها موظفو الفندق، وتم نشرها على جميع مديريات الأمن ومنافذ ومخارج القاهرة، وتم شن حملات مكثفة على عدد كبير من فنادق وسط القاهرة والشقق المفروشة التى ربما يختفى فيها المتهم ونشرت المباحث عدداً كبيراً من أفرادها السريين بالمنطقة المحيطة بمسرح الجريمة.