فى الوقت الذى أعلنت فيه روسيا إرجاء تسليم إيران أنظمة «إس 300» المضادة للصواريخ، معللة ذلك بوجود أسباب فنية، أعلن البيت الأبيض أنه لن يستبعد أى خيار بما فى ذلك الخيار العسكرى للتعامل مع طموحات إيران النووية. ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن مساعد مدير جهاز التعاون العسكرى-الفنى الروسى ألكساندر فومين فى نيودلهى إعلانه أن بلاده أرجأت تسليم أنظمة «إس 300» إلى طهران، وفيما يتعلق بالأسباب قال: «التأخير سببته مشاكل فنية، وسيتم التسليم بمجرد حلها». ويأتى قرار الإرجاء غداة زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إلى موسكو. وتطالب الدول الغربية وإسرائيل روسيا منذ سنوات بعدم تسليم إيران هذه الأنظمة التى ستعزز الدفاعات الجوية الإيرانية ضد أى هجوم عسكرى محتمل، بالرغم من العقد المبرم بين البلدين بهذا الخصوص. وفى واشنطن، أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبز أنه لا يستبعد أى خيار فى التعامل مع طموحات إيران النووية، معتبراً رفض إيران كل محاولة تبذلها إدارة الرئيس باراك أوباما من أجل التحاور الدبلوماسى دليل على أن برنامج إيران النووى «ليس من النوع ولا الغرض السلمى الذى يحاولون أن يقنعوا الآخرين به». من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الإيطالى فرانكو فراتينى أن العقوبات على إيران «رافعة سياسية» ل«منع أى عمل عسكرى ضد إيران». وقال فراتينى خلال مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره الفرنسى برنار كوشنير: «اعتبر العقوبات بمثابة رافعة سياسية للحؤول دون أى عمل عسكرى ضد إيران ولإقناع إيران بأن طريق المفاوضات هو الطريق السليم». بدوره قال كوشنير «يجب أن يفهم الإيرانيون أن ضرورة فرض عقوبات عليهم مردها سلوكهم». وأضاف: «نحن نعمل فى مجلس الأمن ودعونا نعمل»، مذكراً بأنه «إذا اقتضى الأمر» فإن فرض عقوبات أوروبية على إيران أمر وارد ويجرى بحثه، مضيفا «لا نريد معاقبة الشعب». وفى طهران، اتهم المرشد الأعلى للثورة الإسلامية فى إيران على خامنئى وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون بنشر «أكاذيب» حول إيران خلال جولتها فى الخليج. وقال خامنئى «الذين حولوا الخليج إلى مخزن أسلحة لنهب أموال دول المنطقة أرسلوا الآن عميلتهم إلى الخليج لنشر أكاذيب ضد إيران». كانت كلينتون دافعت بحزم خلال اليوم الأخير من جولتها الخليجية عن سياسة الضغوط على إيران، لا سيما من خلال تشديد العقوبات الدولية على هذا البلد، مشككة فى الأهداف السلمية المعلنة لبرنامج طهران النووى. واعتبرت أن إيران تتجه إلى «ديكتاتورية عسكرية»، منددة بدور الحرس الثورى الإيرانى على الصعيدين السياسى والاقتصادى.