اغتيل يحيى حميد الدين إمام اليمن

كان يحيى حميد الدين إمام اليمن فى الفترة من عام 1904م وحتى عام 1948 وهو الإمام المتوكل على الله يحيى بن الإمام المنصور بالله محمد حميد الدين بن يحيى بن محمد بن يحيى حميد الدين، حسنى من آل بيت النبى محمد، وهو مؤسس المملكة المتوكلية اليمنية أو الدولة اليمنية الحديثة.
تتلمذ على يد والده الإمام محمد «المنصور بالله» وعلماء عصره فى اليمن فلما توفى والده الإمام المنصور بالله محمد عام 1904 م استدعى علماء عصره الزيديين المشهورين، وأخبرهم بالوفاة وسلم مفاتيح بيوت الأموال لهم طالباً منهم أن يقوموا باختيار الإمام الجديد فأبوا إلا أن يسلموها له لاكتمال شروط الإمامة فيه. فقبلها.
لكن لم تعترف الدولة العثمانية بإمامته على اليمن الذى كان جزءا من الدولة العثمانية، فنشبت حرب بين الأتراك وقوات الإمام. وانتهى القتال عام 1911 باعتراف العثمانيين به إماماً على اليمن. وكان الامام يحيى بعد وفاة أبيه قد جند الجنود وأخرج الأتراك وأجلاهم عن اليمن كما أوقف مد الانجليز وعمل على توحيد البلاد وإنشاء المؤسسات التعليمية والحكومية والعسكرية.
كما أقام العدل، والأمن، والقضاء وقد رشحه عدد من علماء المسلمين لتولى خلافة المسلمين بعد سقوط الدولة العثمانية ولكنه رفض. وقد حكم اليمن 45سنة إلى أن اغتيل الإمام يحيى حميد الدين فى مثل هذا اليوم 17 فبراير سنة 1948، بعد عودته من زيارة منطقة بيت حاضر، حيث كمن له مجموعة من الثوار بقيادة القردعى وأطلقوا عليه النار فى سيارته مما أدى إلى وفاته، وعرف هذا الحدث باسم الانقلاب الدستورى، حيث أزيح آل حميد الدين من الحكم وتولى عبدالله الوزير السلطة كإمام دستورى والذى كانت بريطانيا داعمة له، لكن الانقلاب فشل بعد أن قاد ولى العهد أحمد ثورة مضادة أنهت الحكم الدستورى بعد 25 يوماً وتولى أحمد الحكم خلفا لأبيه.
وقد كان الإمام يحيى قد شارف الثمانين من العمر، وفى ذلك اليوم قُتل أيضاً نجلاه الحسين والمحسن، وحفيده الحسين بن الحسن الذى كان على حجره، ووزيره القاضى عبدالله العمرى. وكان قد حاول جاهداً فى حياته أن يطور اليمن دون تدخل الدول الأجنبية المستعمرة والمولعة بالاستعمار خصوصا فى تلك السنين فدخلت دولته فى حروب عديدة مع الدولة العثمانية أولاً ثم مع الاستعمار الإنجليزى ثم مع الإدريسى ثم مع الملك عبدالعزيز بن سعود.