لدغات «الغربان» تفقد «المارد الأحمر» الاتزان

اتفق عدد من خبراء الكرة المصرية على أن أخطاء حسام البدرى، المدير الفنى للفريق الكروى الأول بالنادى الأهلى، فى الخطة والتشكيل، إلى جانب غياب عدد من اللاعبين الأساسيين، وابتعاد آخرين عن مستواهم المعروف، وراء خسارة الفريق أمام مازيمبى بطل الكونغو فى المباراة التى جمعت بين الفريقين عصر أمس الأول ضمن الجولة الخامسة من مباريات المجموعة الثانية بدورى المجموعات الأفريقى، وأكد الخبراء أن الهزيمة التى تأتى فى ظل ظروف صعبة تمر بها الكرة المصرية نتيجة توقف النشاط منذ أحداث بورسعيد، تدق ناقوس الخطر قبل خوض الفريق منافسات المربع الذهبى، خاصة أنه قد يواجه فى هذا الدور الترجى التونسى حال عدم تغيير الوضع فى الجولة السادسة للبطولة، التى يواجه فيها الأهلى منافسه التقليدى الزمالك، بينما يلتقى مازيمبى نظيره تشيلسى فى غانا.
كان الأهلى ومازيمبى قد ضمنا التأهل للمربع الذهبى قبل مباراتهما معاً.
وحدد الخبراء أسباب الهزيمة والأخطاء التى كشفت عنها المباراة، وأبدوا تخوفهم على مسيرة الفريق فى البطولة فى ظل المستوى المتواضع الذى ظهر به.
وقال مصطفى يونس: «يا رب مانواجه الترجى» لأن الأهلى لو احتل المركز الثانى فى المجموعة وواجه الفريق التونسى فى الدور قبل النهائى ستكون فرصته ضعيفة فى الصعود للمباراة النهائية، لذا أتمنى من كل قلبى أن يفوز الأهلى بالمركز الأول فى المجموعة كى يضمن الصعود للمباراة النهائية، خصوصاً أن الترجى أفضل من الأهلى فى الوقت الحالى.
وأكد يونس أن الأهلى أصبح «حصالة» للأهداف حيث لا تمر مباراة سواء كانت ودية أو محلية أو أفريقية إلا واهتزت شباكه، وهذا عيب فى التنظيم الدفاعى والتخطيط داخل الملعب، وليس بسبب اللاعبين، لافتاً إلى أن مباراة مازيمبى كشفت قصوراً شديداً فى التدريب والتوجيه من قبل البدرى، رغم أنه يمتلك الكثير من الخبرات، لكن لا أعرف ما سبب ظهور الفريق بهذا المستوى المتواضع، خصوصاً فى تلك المباراة التى سبقتها أمام تشيلسى الغانى، وقال يونس إن البدرى ارتكب أخطاء فادحة، فى مقدمتها اللعب ب«السعيد» كمدافع رغم أنه يمتلك ما لا يملكه أبوتريكة نفسه من حيوية ونشاط، وكان بمقدوره إيقاف خطورة شباب مازيمبى لو تم توظيفه بالصورة المناسبة، هذا بخلاف أخطاء اختيار التشكيل، وتساءل: كيف يشارك وائل جمعة فى تلك المباراة رغم أنه كان بعيداً عن الفريق لأكثر من ستة أشهر؟!، هذا بخلاف الدفع بأحمد شديد قناوى الذى لا يصلح للعب سوى أمام فرق «البلاستيك» و«منيا القمح» ولا يؤهله مستواه للعب أمم الفرق الأفريقية الكبيرة.
وتساءل يونس مجدداً: ما مبرر البدرى للإبقاء على جدو وحسام غالى على دكة البدلاء رغم خبرتهما فى تلك المواجهات، وما الذى يدفع شريف عبدالفضيل للتقدم طالما لا يجيد تلك المهام؟! وطالب حسام البدرى بإعادة حساباته جيداً ومعالجة أخطاء الدفاع بعدما أصبحت شباك الأهلى تستقبل أهدافاً بالجملة فى كل مباراة، وقال إن توقف النشاط فى مصر هو الذى ساهم فى ظهور الفرق المصرية بهذا المستوى المتراجع.
واتفق حسن الشاذلى، نجم الترسانة السابق، مع مصطفى يونس فى تحميل مسؤولية الهزيمة الثقيلة لحسام البدرى، المدير الفنى، وقال: لقد أخطأ البدرى عندما «عبث» فى التشكيلة الأساسية التى خاضت المباريات السابقة وأبقى على حسام غالى بخبرته الكبيرة على دكة البدلاء وأشرك بدلاً منه سعد سمير الذى يفتقد خبرة المباريات الأفريقية، فضلاً عن التغيير الغريب الذى استحدثه على الخطة التى خاض بها المباراة، مما أدى إلى وجود حسام عاشور وحيداً فى منتصف الملعب مما أعطى الأفضلية لفريق مازيمبى الذى سيطر على مجريات الأمور فى وسط الملعب وتلاعب بلاعبيه ونجح فى إحراز هدفين وأضاع أكثر من هدف، ولو ركز لاعبو مازيمبى لتمكنوا من إلحاق هزيمة ثقيلة بالأهلى، هذا طبعاً بالإضافة إلى الهدف «المضحك» الذى دخل مرمى شريف إكرامى الذى يتحمل مسؤوليته كاملة رغم أن الكرة كانت سهلة وفى متناول يديه، لكنه استهتر بها أكثر من اللازم مما أدى لسقوطها أمام «سماتا»، وأبدى الشاذلى تعجبه الشديد من عدم مطالبة البدرى لاعبيه بمراقبة «موبوتو» الذى تلاعب بلاعبى الأهلى يميناً ويساراً.
وقال «الشاذلى»: بخلاف الأخطاء الكبيرة التى وقع فيها الفريق خلال المباراة فإنه يواجه أزمة غاية فى الخطورة تتمثل فى عدم وجود مهاجمين متميزين بالفريق، وقال إن مستوى دومينيك وكونان لا يرقى لارتداء الفانلة الحمراء حيث لم يظهرا أى قدرات هجومية خلال اللقاء.
وأشار «الشاذلى» إلى أن البدرى حاول إصلاح أخطائه بعد فوات الأوان من خلال الدفع بحسام غالى فى وسط الملعب، وبالفعل كان له دور كبير فى ضبط الإيقاع لكن كان الوقت قد مر، ولم تفلح محاولات البدرى فى تصحيح أخطائه، التى كادت تتسبب فى تعرض الفريق لهزيمة تاريخية لولا أن شريف إكرامى أنقذ أكثر من انفراد ونجح فى تحجيم النتيجة.
وأبدى الشاذلى تخوفه على مصير الأهلى فى المربع الذهبى، وقال أخشى أن يلقى نفس مصير المنتخب الأولى عندما خرج من التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الفريقية، خصوصاً أنه لا يخوض مباريات رسمية بخلاف البطولة الأفريقية بسبب توقف النشاط. وأكد مختار مختار، نجم الأهلى والمنتخب الوطنى السابق، أن الهزيمة ليست نهاية المطاف، وأن الفريق قادر على لملمة أوراقه ومعالجة أخطائه سريعاً قبل مواجهتى المربع الذهبى، وقال: «كنا نتوقع أن يقدم الأهلى مباراة أفضل أمام بطل الكونغو خاصة أن العوامل المحيطة كانت تساعد الفريق على الظهور بشكل أفضل، خصوصاً أنه لعب دون ضغوط بعد ضمان التأهل بتعادل الزمالك وتشيلسى «السبت»، فضلاً عن استقرار الأوضاع داخل الفريق، والثقة لدى الجهاز الفنى واللاعبين من النتائج السابقة فى البطولة، ورغم ذلك لدى ثقة فى قدرة الفريق على مواصلة مشواره نحو اللقب، لأن التقييم العام للفريق فى 5 مباريات جيد جداً بالفوز 3 مرات وتعادل وخسارة. وأمام مازيمبى ظهر الفريق بأسوأ حالاته ولا يوجد ما هو أسوأ، وكنا نأمل أن يلتقى الترجى ومازيمبى فى الدور المقبل ونستريح من أحدهما، لكن الأهلى قادر على هزيمة أى منهما.
وأضاف: «هناك أخطاء فى المباراة يجب على الجهاز الفنى أن يتداركها ويعالجها ويستعيد زمام الأمور مجدداً ولا ننسى أن غياب عدد من العناصر الأساسية خاصة الطرفين سيد معوض وأحمد فتحى أثر بشدة على الفريق». فيما التمس عادل هيكل، حارس مرمى الأهلى السابق، العذر للفريق فى هذه الهزيمة وقال: لا يجب أن ننتقد حسام البدرى لو خرج الفريق من البطولة فى الدور قبل النهائى، وأكد: «البدرى تولى المسؤولية منذ 5 مباريات فقط وتسلم فريقاً مهلهلاً من مانويل جوزيه، الذى أعتبره سبب تراجع الأهلى الحالى فقد ترك فريقاً من كبار السن، ولم يعمل على تواصل الأجيال داخل الفريق، فالأهلى يعتمد دائماً على محمد أبوتريكة وحده، وإذا تراجع مستواه فى مباراة يتراجع مستوى الفريق كله، وأرى أن مهمة البدرى فى ضوء مستوى الفريق أمام مازيمبى ستكون صعبة جداً فى دور الأربعة».