حكاية أخرى من عالم «البحث عن الونس».. هذه المرة تبدو المعادلة صعبة ومنطقية فى آن واحد بنت بنوت فى الخامسة والأربعين لم تعرف اليأس ولا الإحباط وابتعدت عن «ظل الراجل» و«انغمست فى حاجة مفيدة تخدم الناس». وجهت الناشطة الاجتماعية (ف. أ) طاقتها لخدمة المجتمع ذهبت إلى أكثر الشرائح الاجتماعية حاجة للرعاية «المكفوفين» و«الأيتام» هناك فى دور الرعاية كان نشاطها، وبين آلام فقدان البصر وأحزان اليتامى كانت (ف. أ) تعيش حياة مختلفة تماماً. «لم أتزوج حتى الآن ليس مبالغة منى فى شروط ومواصفات شريك حياتى لأننى ليس لدى مقياس معين للرجل وأعتبر مسألة الارتياح النفسى والقبول والانسجام العاطفى مسألة روحانيه، وحدث أن ارتبط من قبل بشخص كنت أحبه بشدة ولكن الموت خطفه قبل إتمام زواجنا ولم أرتبط بعد ذلك». الموت الذى خطف «أول وآخر راجل أحبه» فى حياة الناشطة الاجتماعية التى رفضت نشر اسمها كان نقطة فى نهاية سطر «الأحلام الوردية».. دخلت (ف. أ) إلى قلب المجتمع دون أن تنظر خلفها للسنوات التى تتسرب بهدوء «كرست حياتى لخدمة المجتمع وأجد سعادتى الحقيقية بين الأيتام والمكفوفين.. هؤلاء هم الأولى بالرعاية.. الآن ليس لدى وقت لشىء غير الاهتمام بهم.. ولم أشعر بفراغ نفسى ولا عاطفى، وربما وفر لى العمل مع الأيتام عناء افتقاد الأمومة.. أنا مش عانس أنا امرأة غير موفقة فى الحصول على شريك حياة مناسب يكون راجل محترم هى دى المسألة ببساطة». نشأت (ف. أ) فى أسرة تصفها بأنها «ديمقراطية، ماحدش أجبرنى فيها على حاجة.. ولحد دلوقتى لم أسمع كلمة نقد جارحة أو عتاب من أفراد أسرتى عشان ما أتجوزتش.. والحمد لله ما حدش شافنى حزينة ولا مكتئبة ولا محبطة.. دلوقتى أنا بعيش حياتى كويس وبشكل هادى ومش خايفة من المستقبل وخلاص حياتى استقرت ومش عاوزة راجل يجى يقتحمها ويلخبطها من تانى».