فى جوبا وجنوب السودان تعتبر القبيلة الأكبر هى «الدنكا»، التى تسيطر على مقاليد الأمور بجانب أفراد الجبهة الشعبية، ويتعامل أفراد القبيلة وكأنهم الأقوى والأكثر نفوذا نظرا لعددهم الكبير ومشاركتهم فى حكم الجنوب وسيطرتهم على السلاح. وقال أحد أفراد قبيلة «النوير»: «نحن الجنوبيين لا نتحد لأننا نعانى من القبلية، وإذا لم نوحد صفوفنا لن ننجح». وتدور معركة المنافسة على حكم الجنوب بين قبيلة الدنكا- التى ينحدر منها جون قرنق الرئيس الراحل للحركة الشعبية لتحرير السودان والرئيس الحالى سلفا كير وقبيلة النوير التى ينحدر منها المرشح لانتخابات الرئاسة لام أكول الذى يحظى بشعبية فى ولايات أعالى النيل الكبرى والاستوائية وبحر الغزال. وتؤثر التركيبة القبلية والانتماء القبلى على نتيجة الانتخابات السودانية المقبلة بمختلف مستوياتها، ويرى المحلل عمر قسم السيد أن الترشيحات للانتخابات العامة السودانية، خاصة رئاسة الجمهورية، أثارت حراكاً كبيرا فى مسرح الساحة السياسية، وكشفت الترشيحات عن العقلية التى تفكر بها الأحزاب. وبعد رفض الدكتور حسن الترابى، الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبى، الترشح لرئاسة الجمهورية ثارت تساؤلات حول ترشيح المؤتمر الشعبى لعبدالله دينق نيال بدلا من الترابى لرئاسة الجمهورية. خاصة أن دينق ينحدر من قبيلة الدنكا مع عدد كبير من قادة الحركة الشعبية، واعتبر المحلل ألكس بوبويا ماوى أن ترشيح دينق سيعود بالسلب عليه، حتى وإن كان سيساعد فى تحقيق نظرية الترابى لتشتيت الأصوات وعدم تمكين الرئيس عمر البشير من الحصول على الأغلبية المطلقة فى الجولة الأولى وبالتالى الذهاب إلى جولة إعادة. وقال مأمون محمد موسى، من أبناء دارفور، ل«المصرى اليوم» إن القبلية تسيطر بقوة فى «نيالا»، فلا يجمع أبناء قبيلتى «التعايشة» و«الزريقات» على حاكم واحد، كما أنها سبب رئيسى لغالبية نزاعات الجنوب التى أدت إلى مقتل المئات فى ولاية واراب الجنوبية مؤخرا. وتجرى الانتخابات السودانية على 6 مستويات (رئاسة الجمهورية- رئاسة حكومة الجنوب- المجلس التشريعى- المجلس التشريعى للجنوب- الولاة- مجالس الولايات) وتتأثر فى كل مستوياتها بالقبلية، لكنها أقل ظهورا فى حالة الرئاسة، وينحصر تنافس المرشحين لمنصب حاكم ولاية أعالى النيل بين قبيلتى الدنكا والنوير، حيث يحظى اللواء قواك دينق «الحاكم السابق للولاية» بتأييد الدنكا وأخواله النوير، كما تدعم الدنكا حاكم ولاية «غرب بحر الغزال» الفريق ماك نيبوج، بينما تدعم قبيلة الفراتيت وغيرها ترشح «وجور كنقور أروب»، رئيس حزب المؤتمر الأفريقى، لمنصب حاكم الولاية.