حاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلى المسجد الأقصى المبارك أمس، وشددت إجراءاتها الأمنية على مدينة القدسالمحتلة والشوارع المحيطة بها والمؤدية إليها، كما شددت من قيودها وإجراءاتها لمنع عشرات آلاف الفلسطينيين من أداء صلاة الجمعة للمرة الثالثة فى رمضان ونشرت أكثر من 2000 جندى وشرطى فى مدينة القدسالمحتلة والمناطق المحيطة بها، جاء ذلك فى الوقت الذى كشفت فيه صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن الإدارة الأمريكية تعتزم طرح صيغة جديدة على الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى خلال محادثات السلام المباشرة المرتقبة فى 2 سبتمبر المقبل لإنهاء الصراع والتوصل إلى اتفاق خلال عام على أن يكون التنفيذ خلال 10 سنوات. وكثفت قوات الاحتلال من تواجدها فى جميع أنحاء مدينة القدس وحولتها إلى ما يشبه الثكنة العسكرية وبخاصة عند مداخل البلدة القديمة، وفى محيط المسجد الأقصى وبالقرب من أبوابه، ونصبت الحواجر العسكرية فى جميع أزقة القدس القديمة، وسمحت فقط للرجال فوق ال50، وللسيدات فوق ال40 من العمر بدخول الحرم القدسى لأداء الصلاة واشترطت حصولهم على التصاريح الخاصة من الإدارة العسكرية. وقال المتحدث باسم الشرطة شموليك بن روبى: «نشرنا 2000 شرطى لمواجهة أى احتمال كما فعلنا يومى الجمعة الماضيين»، وأضاف أن الشرطة «لا تتوقع حدوث اضطرابات بشكل خاص» لدى خروج المصلين من المسجد. بدورها، أعلنت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أن عشرات الآلاف من المصلين الفلسطينيين من أهل القدس والضفة توافدوا إلى الأقصى لأداء صلاة الجمعة الثالثة من رمضان. ومن جهة أخرى، بدأت إسرائيل تستعد لانطلاق محادثات السلام المباشرة، حيث شكل رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو طواقم صغيرة لإدارة المفاوضات، خشية تسريب المعلومات إلى وسائل الإعلام وتتكون الطواقم من 4 مفاوضين أساسيين تحت رئاسته، وأفادت الصحف الإسرائيلية بأن وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان ليس ضمن الطاقم ومن غير المحتمل أن يشارك فى انطلاق المحادثات فى بداية الشهر المقبل. وبعث نتنياهو اقتراحا إلى الإدارة الأمريكية بشأن طريقة إدارة المفاوضات المباشرة ويتضمن استعداده لعقد لقاء مباشر مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» كل أسبوعين يحاول خلالها الطرفان التوصل إلى تفاهمات هادئة وسرية فى القضايا الجوهرية، وبلورة مبادئ لحل كل قضية على أن تتواصل المفاوضات بين طاقمى التفاوض لمناقشة التفاصيل، وصياغة التفاهمات بشكل مكتوب ومفصل. وعلى صعيد متصل، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» تحت عنوان «الاتفاق الآن، أما السلام فلاحقا»، عن ملامح خطة الإدارة الأمريكية لحل الصراع، مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدة تضغط باتجاه التوقيع على اتفاق إطار للحل الدائم خلال سنة على أن يكون التطبيق خلال 10 سنوات»، أشارت إلى أن المفاوضات المباشرة ستجرى بصورة مكثفة لمدة سنة، وفى مواقع معزولة بحيث يستطيع الطرفان مناقشة القضايا الجوهرية وتشمل القدس والحدود والمستوطنات واللاجئين. وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما يعتزم الدخول بشكل فعال فى إدارة المفاوضات وأنه يخطط لزيارة إسرائيل والأراضى الفلسطينية خلال العام الحالى.