(الجزء الباقى وحتى نهاية الفصل الثانى لا يجب أن يستغرق تنفيذه بحال من الأحوال أكثر من دقيقة.. ثلاثة يشكلون هيئة محكمة، اثنان ينقضان على أسامة فينتزعانه من صدر طارق ويقفان عليه حرساً بالرشاشات.. أحمد يلعب دور القاضى.. حسن عضو اليمين.. إبراهيم عضو اليسار.. سعد يقوم بدور المحامى والادعاء). القاضى: المتهم أسامة الزهار.. مذنب؟ أسامة: ما تفرقش. القاضى: الادعاء. ممثل الادعاء: وبناء على كل ما تقدم.. أطالب بإعدام المتهم. القاضى: الدفاع. (ممثل الادعاء ينتقل للناحية الأخرى ليقوم بدور ممثل الدفاع) الدفاع: طبعاً أنا موافق على إعدامه.. لكن.. عشان الشكليات.. أطلب الرأفة لموكلى. (تتقارب رؤوس هيئة المحكمة فى عمليات تشاور سريعة) عضو اليمين: محكمة. القاضى: حكمت المحكمة حضورياً على المتهم أسامة الزهار بالإعدام رمياً بالرصاص.. (بعنف بالغ). (بحركة عسكرية سريعة وخشنة الحارسان يقتادان أسامة ويقفان به فى مواجهة طارق) القاضى: ويرفع الحكم للتصديق. (أحدهم يأخذ الحكم بسرعة ويقدمه لطارق الذى يؤشر عليه) طارق: يخفف حكم الإعدام.. ويكتفى بلفت نظره.. وينقل سفيراً لنا فى بلاد الإسكيمو.. مفيش حد حيموت.. ولا حد حيتأذى.. لسبب بسيط (بأسى شديد).. إن المسرحية كوميدية.. والناس لازم تضحك أكبر كمية ممكنة (بمرارة).. ده الناس حتضحك علينا ضحك. (بنشاط يتجه إلى الشرفة، يفتحها فنستمع لصوت صياح الجماهير (طارق.. طارق) يشير لزملائه أن يتقدموه إلى الشرفة.. يرفع ذراعيه.. يزداد هدير الناس.. بينما تنزل.. الستار) الفصل الثالث المشهد الأول (يفتح الستار عن فصل مدرسى شديد الأناقة، جهاز تليفون فوق كل تختة.. لوحة لجسم بشرى بالحجم الطبيعى، جسم بشرى متكامل العضلات وكأنه بطل إغريقى قديم.. جورج الفراش يقوم بتنظيف الفصل وتلميع المقاعد.. جورج هو نفسه خبير الأمن والسلاح الذى رأيناه فى الفصل الثانى، يرتدى يونيفورم بسيطا يجعله أشبه بعمال الفنادق يتأكد من عدم وجود أحد يراه فيقوم- بخفة وسرعة- بتركيب أشياء فى أجهزة التليفون.. وفى الأدراج.. طارق يدخل.. يتأمل المكان الذى يراه لأول مرة) جورج: أهلاً بيك يا فندم.. أهلاً بيك فى أكاديمية حكم الشعوب.. سويسرا نورت. طارق: منورة بأهلها. جورج: محسوبك ريدى جورج.. الفراش. طارق: ريدى جورج يعنى جورج الجاهز. جورج: بالضبط يا فندم. طارق: أهلاً يا جورج. جورج: أهلاً بيك يا فندم.. النهارده صور حضرتك منورة كل الجرايد والمجلات.. حضرتك حليت مشكلة كبيرة جداً.. الأكاديمية مفتوحة بقى لها شهر.. بمجرد ماحضرتك قدمت، كلهم قدموا.. ولذلك، أوروبا والعالم كله بينظروا لك نظرة خاصة إذاعة لندن قالت إن حضرتك حتدى للحكم العسكرى وجهه المشرق. طارق: متشكر.. جورج: ربنا يقويك يافندم.. (بلهجة خاصة).. أى حاجة من سويسرا.. أى خدمات.. أنا تحت أمرك.. طارق: (ببرود متجاهلا ما يقصده).. خدمات زى إيه؟ جورج: زى أى حاجة. طارق: زى إيه؟ جورج: أى حاجة موجودة فى سويسرا.. ساعات مثلا.. طارق: متشكر.. (يتفرس فى وجهه).. متهيألى شفتك قبل كده.. جورج: ما اعتقدش يافندم.. هو أنا بس وشى من النوع المألوف. طارق: أنا متأكد إنى شفتك قبل كده.. استنى.. إنت بتاع السلاح.. جورج: عدنان البندقجى؟ طارق: أيوه.. جورج: ده ابن عمى.. نسخة منى. طارق: يبقى. جورج: منتهى الأمان.. خبير الأمن. طارق: فعلا. جورج: ابن عم أبويا.. أصلنا مجموعة من أولاد العم كلنا صورة طبق الأصل من بعض بسرعة كما لو كان يريد أن يتهرب.. أهلا بيك يافندم.. عن إذنك طارق: (يستوقفه).. جورج.. استنى. (ينظر له طويلا) طارق: إنت شغال مع مين.. (لحظات).. الروس ولّا الأمريكان؟ جورج: أنت ذكى جداً يافندم.. وأنا أموت فى الأذكياء.. خصوصاً الأذكياء بتوع العالم الثالث.. أى خدمات من سويسرا.. أنا تحت أمرك، لو وقفت فى أى شارع وقلت أنا عاوز جورج.. ألف مين حايدلك.. (يستدير لينصرف).. عن إذنك. طارق: ما جاوبتش على سؤالى. جورج: مفيش حاجة اسمها الروس وحاجة اسمها الأمريكان.. وده الخطأ اللى بتقعوا فيه.. فيه حاجة اسمها القوى الأعظم.. الملوك.. ولما الملوك تلعب مع بعض.. أو تهذر مع بعض.. ماحدش منكم له دعوى.. لذلك المثل السويسرى بيقول.. حاتروح فين يا زعلوك بين الملوك.. هاها.. عن إذنك يافندم. طارق: برضه ما جاوبتش على سؤالى.. شغال مع مين؟ جورج: بصراحة؟ طارق: أيوه. جورج: ماعرفتش.. أنا باصحى من النوم ألاقى ظرف تحت المخدة.. فيه فلوس وتعليمات.. أنفذها.. حتى لو رحت أنام عند واحد صاحبى.. الصبح ألاقى الظرف تحت المخدة.. لو رحت نمت فى لوكاندة.. الصبح ألاقى الظرف تحت دماغى.. حبيت أعمل تجربة.. سبت الشقق واللوكاندات.. ورحت نمت فى خرابة وحطيت تحت دماغى قالب طوب. طارق: والصبح لقيت الظرف تحت قالب الطوب. جورج: لأ.. لقيت مخدة تحت قالب الطوب.. وتحتيها الظرف. طارق: يحصل إيه لو خدت الفلوس ومانفذتش التعليمات..؟ جورج: أموت.. وفى أى مكان فى العالم.. حادثة عربية فى باريس.. هبوط مفاجئ فى القلب فى روما.. أقع من بلكونة فى لندن.. علما أن لندن مافيهاش بلكونات.. هاها.. أى خدمات من سويسرا. طارق: متشكر.