المشهد الثالث (ظهور تدريجى للإضاءة، إبراهيم وأحمد يدخلان) إبراهيم: السلطة دى لذة.. أنا كنت فاكر إن أحسن حاجة فى الدنيا هى الكباب.. بعد ما وصلت للحكم غيرت رأيى.. تصور.. أبويا إمبارح راح يدفع إيجار الشقة.. صاحب البيت حلف مائة طلاق ما هو واخد فلوس.. خطيب أختى كان متفق يدفع خمسمائة جنيه مهر وشبكة.. جه من نفسه دفع عشر آلاف إسترلينى. أحمد: مش كده وبس.. السلطة كمان تخلى حظك كويس.. من خمسة أيام جالى واحد باع لى أرض المتر بربع دولار.. إمبارح بالليل جه اشتراها.. تانى.. المتر بألف دولار.. عملت مبلغ ماكانش عند الملك قارون. إبرهيم: حاجة غريبة.. الراجل ده عنده أرض كتير قوى.. أنا كمان اشتريت منه. أحمد: وبعت له تانى؟ إبراهيم: إمبارح بالليل برضه.. راجل ظريف جداً.. سافر سويسرا النهاردة الصبح.. إديت له المبلغ يحطهولى هناك فى البوستة.. والظاهر كمان باع لبعض زملائنا.. الواد أسامة كان بيغنى إمبارح.. ما باع لى وبعت له. (يدخل سن أبوجراب ومعه مجلة أجنبية) أحمد: (يعنفه فى غضب).. إيه يا حسن.. كنت فين يا أخى؟ حسن: باقولك إيه.. ماحدش يشخط فىّ.. ما تشخطش فىّ تانى.. كفاية اللى حصل؟ أحمد: إيه اللى حصل؟ حسن: شخط فىّ فى التليفون.. أجهزة التصنت التقطت المكالمة.. اتفضل شوف الجرايد الأجنبية كاتبة إيه النهاردة (يقرأ).. صراعات حادة وخلافات عميقة فى مجلس الثورة.. كويس كده؟ أحمد: أنا آسف يا أبوعلى. حسن: إنتم قاعدين على مكاتبكم وأنا دايخ فى البلد باعمل نقابات.. وأبعت تلغرافات تأييد. إبراهيم: برافو.. حسن: نقابة واحدة اللى تعبتنى قوى.. الحديد والصلب.. قعدت أدور لحد ما لقيت واحد حداد عجوز.. خليته يمضى على التلغراف. إبراهيم: بس الدنيا كلها عارفة إن ماعندناش مصنع حديد وصلب. حسن: مش المهم يكون عندك مصنع.. المهم اليافطة.. اليافطة اتكتبت واتعلقت على دكان الراجل فى ربع ساعة.. أمال طارق فين؟ إبراهيم: جاى حالا.. أصل العلاقة متوترة شوية اليومين دول. حسن: علاقته بواشنطن؟ إبراهيم: بخطيبته. (المشرف يدخل ومعه صينية عليها أكواب الليمون.. يرصها أمامهم على منضدة الاجتماعات ويأخذ طريقه للخارج) إبراهيم: (للمشرف).. ابعت لى سجاير لو سمحت. (المشرف يخرج، يدخل الوكيل، يضع أوراقاً أمام كل عضو.. أحمد يكلمه برقة وتواضع تخفيان إحساساً شديداً بالعظمة) أحمد: هيه.. عامل إيه دلوقت؟ الوكيل: كويس يافندم. أحمد: وإزى الأولاد؟ الوكيل: بيبوسو إيدك يافندم. حسن: لو احتجت أى حاجة.. تعالى لى مكتبى. الوكيل: ربنا يخليك لينا يافندم. (الوكيل يخرج) (تدخل بقية المجموعة، سعد وأسامة ومرسى وخليل) سعد: كله تمام.. أنا وأسامة حركنا المسيرة.. خليل ومرسى نظموا الهتافات. (طارق يدخل.. يقفون فى تكاسل) طارق: اتفضلوا. (يجلسون) أسامة: عارف يا طارق لو شفت المسيرة من الجو.. شىء جميل فعلاً.. آلاف السيارات الملاكى. خليل: ماشيين صفوف.. وبسرعة واحدة. مرسى: والناس سعيدة بشكل جنونى.. وقاعدين يهتفوا بالكلاكسات.. بيب بيب.. طارق، بيب بيب طارق. طارق: هم دول بقى اللى ممكن يهتفوا ضدى بنفس السعادة.. ونفس الحماس.. حايبقى نفس الهتاف.. بس حايزودوا له كلمة يسقط. سعد: طارق اسمح لى.. إنت بدأت تتعالى على الجماهير.. دى إهانة لعقلية الجماهير. طارق: الجماهير هى اللى موتت سقراط يا سعد.. ثم المسيرة دى مش جماهير ده إنت وأسامة لابسين جماهير.. متنكرين فى هيئة جماهير. أسامة: ما هى طبعاً الجماهير عاوزة حد يقودها. طارق: ياريت المسألة كانت تمت بالشكل ده. خليل: ما هى تمت بالشكل ده فعلاً. طارق: لأ.. بالفلوس. (يمسك بكشف فى يده) طارق: ده كشف بالمبالغ اللى انسحبت من وزارة الخزانة.. فيه مبلغ ضخم جداً مكتوب قدامه تكاليف المسيرة. أسامة: فعلاً.. بنزين وزيت.. وغدا وسجاير.. وبوكيت منى. طارق: (لازال يطالع فى الكشف).. مفهوم.. الحاجة إللى أنا مش فاهمها.. عشرين ألف دولار.. أدوية للمسيرة؟ مرسى: إبراهيم كروان هو اللى قدم لنا الاقتراح ده. إبراهيم: فعلاً. أسامة: دول يا سيدى اشترينا بيهم باستيليا للزور.. ودوا غرغرة.. وسكر نبات. خليل: فيه ناس كتير صوتهم بينشرخ وهم بيهتفوا.. لازم نكون جاهزين لكل احتمال.. وكالات الأنباء نازلة تسجل صوت وصورة. طارق: بشكل عام.. أنا مش موافق على السلوك اللى من النوع ده. أسامة: (يهمس للجالس بجواره).. بدأت الديكتاتورية.. عاوز يفرض رأيه علينا كلنا. طارق: الاجتماع ده حانخصصه لبحث ثلاث نقط.. شديدة الأهمية... طريقة الحكم.. ؟.. كيف سنحكم.. النقطة الثانية.. التسليح والجيش.. الثالثة.. الأمن.. لابد من الانتهاء من بحث هذه المسائل النهارده.. لأنى حاسافر جنيف.. وحاغيب سنة. أحمد: مين اللى حايحكم وانت غايب؟ طارق: مفيش حد.. لأنى مش حاكون غايب.. البوسطة حاتجيلى كل يوم الصبح أمضيها.. وحايبقى جنبى فى الفصل تليفون مباشر.. إحنا عندنا دلوقت وزارة مدنية.. رئيس الوزراء حايكون مسؤول قدامى. أحمد: هى الوزارة المدنية دى لسه حاتقعد؟ طارق: أيوه. أحمد: يبقى نروح إحنا بقى.. لازمتنا إيه؟ طارق: إحنا مسؤولين عن التخطيط.. وعن القيادة. سعد: الله.. ؟.. مش المفروض نمسك كل حاجة. طارق: (بتوتر).. أرجوك.. بلاش حكاية نمسك دى.. كلمة ماسك.. ويمسك.. وتمسك.. بتعمل لى حساسية شديدة. خليل: (هامساً لزميله).. واضح إنه عاوز يمسك كل حاجة بنفسه. سعد: بلاش كلمة نمسك.. مش المفروض إننا حانحكم..؟ طارق: هو ده السؤال.. كيف سنحكم.. إيه النظرية اللى حانمشى عليها.. الرأسمالية والا الاشتراكية.. ولا النظرية الثالثة. حسن: الرأسمالية نظام فاشل، والاشتراكية نظام فاشل.. والنظرية الثالثة ماعرفهاش.. والديكتاتورية مكروهة.. والديمقراطية ماتنفعناش.. يبقى مفيش قدامنا غير حاجة واحدة. الجميع: إيه؟ حسن: نحكم بالبركة. الجميع: يعنى إيه؟ حسن: يعنى زى ما تيجى معانا. إبراهيم: يا جماعة المسألة بسيطة جداً.. إحنا هدفنا السعادة لكل مواطن.. والإنسان بيبقى سعيد لما يعمل اللى عاوز يعمله.. نديها حرية.. نسيب كل واحد يعمل اللى على مزاجه. أحمد: ماهو فيه ناس حايبقى لها مزاج تموتنا يا إبراهيم.. نسيبها تموتنا..؟ أسامة: إحنا ماسمعناش رأى طارق. (طارق يقف.. يتحرك صامتاً على المسرح فى حيرة)