المؤكد أنك لا تعرف الدكتور أحمد غانم، أنا أيضاً لم أكن أعرفه حتى نهاية الأسبوع الأول من شهر رمضان الكريم، حين وجدت نفسى متورطاً دون قصد منى فى الاعتداء على حقوقه الفكرية. والدكتور أحمد غانم أكاديمى مصرى مقيم فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، ومدير شركة طبية، ومشرف على مؤسسة إعلامية، إلى جانب أنه ناشط مستنير فى أوساط المسلمين الأمريكيين. وأصل الحكاية أننى مثلك كنت مستفزاً من إعلانات المسلسلات والبرامج وأخبارها قبل الشهر الكريم، وكتبت فى أول أيام رمضان مقالاً بعنوان: «شد الفيشة يا محترم» أدعو فيه المشاهد إلى قدر من الترشيد فى إقباله على استهلاك الدراما والبرامج التليفزيونية، بعد أن فشلت جهودنا جميعاً لإقناع المنتجين بترشيد إنتاجهم وتوزيعه على مدار العام. وفى اليوم التالى لفت نظرى صديق إلى وجود عدة نصوص للراحل الكبير الدكتور مصطفى محمود ينتقد فيها الاستهلاك التليفزيونى المفرط فى رمضان، ورأيت أن إعادة نشر رأى لرجل فى مكانة د.مصطفى محمود قد يعزز دعوتى، فوضعت اسم د.مصطفى محمود مصحوباً بكلمة رمضان على محرك البحث فى «جوجل»، فوجدت ما يقرب من 3 آلاف نتيجة، ما بين منتديات ومدونات ومواقع، ففتحت إحدى هذه الصفحات التى تحمل اسم الراحل الكبير، وكأنها موقع شبه رسمى له أنشأه عدد من عشاقه، وأخذت نص المقال ونشرته فى اليوم التالى منسوباً لكاتبه كما يقول الموقع. لكننى فوجئت باتصال من الدكتور أحمد غانم بعد ذلك بيومين، يخبرنى بأنه صاحب هذا النص، ويقدم من المعطيات والبراهين ما يثبت ذلك، ويقول إن تشابه أسلوبه مع أسلوب د.مصطفى محمود ربما خدع البعض، فأعادوا نشر مقاله الذى نشره على موقع «مصراوى» فى شهر يوليو الماضى، منسوباً للدكتور مصطفى محمود، وقال إن البداية كانت من موقع يحمل اسم الدكتور، وفى خلال عشرة أيام فقط، كانت آلاف الصفحات تنقل المقال وتحتفى به وتترحم على الدكتور مصطفى محمود، وتربط بينه وبين نصوص أخرى للراحل عن شهر رمضان وتجاوزات الإعلام فيه، حتى غابت الحقيقة وانسحقت تماماً أمام هذا الطوفان المعلوماتى الذى غمر اسم الدكتور أحمد غانم، وصارت جهود تصحيحه تحتاج على الأقل لإرسال آلاف الرسائل الإلكترونية للمواقع والصفحات التى نشرت ذلك، لتصحيح الموقف، وهو ما لم يقدر عليه تماماً، وكثير ممن أرسل إليهم تجاهلوا تصويب الأمر، أو اعتبروا أن ما نشره كان مأخوذاً فى الأصل من أفكار الدكتور مصطفى محمود، وأضاف عليها غانم خواطره الشخصية. لكن للرجل أرشيف مميز من المقالات والآراء الاجتماعية يؤكد تمرسه على الكتابة، ويستحق كثير منها الاحتفاء والاستمتاع بأسلوب الكتابة والطرح، حتى من دون اتفاق على الأفكار ذاتها. الأرجح أن واقعة كتلك تفتح الباب من جديد للنظر فى مدى مصداقية «الإنترنت» وصلاحيتها لتكون مصدراً موثوقاً به فى المعلومات، وتدعو إلى مزيد من التدقيق فى الطوفان المعلوماتى الذى تلقى به الشبكة من جميع الاتجاهات والانحيازات، لكن قبل الخوض فى كل ذلك يستحق الدكتور أحمد غانم منى ومن كل من استخدم نصه دون إشارة إليه، اعتذاراً واجباً يجب ألا يخجل أحد منه، وتصحيحاً أدعو كل صفحة وموقع إلى الوفاء به، كما أدعوك لقراءة مقال د.أحمد غانم كاملاً على هذا الرابط: http://www.masrawy.com/news/egypt/politics/2010/july/22/ramadan.aspx [email protected]