منذ أيام أعلنت كل من فرنساوالولاياتالمتحدةالأمريكية رفع مستوى التمثيل الدبلوماسى الفلسطينى بين البلدين، فى خطوة رأى مراقبون أنها تأتى ضمن المساعى الدولية للضغط على السلطة الفلسطينية للانتقال إلى المفاوضات المباشرة بينها وبين الجانب الإسرائيلى. رفعت فرنسا التمثيل الفلسطينى من مفوضية عامة إلى بعثة دبلوماسية، وفى الولاياتالمتحدة رفع مستوى التمثيل من مكتب لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى مفوضية عامة. وتمثل فلسطين بعثات دبلوماسية مختلفة المستويات فى أكثر من 88 دولة إلى جانب عضويتها فى الأممالمتحدة واليونسكو من خلال بعثة مراقبة دائمة، وعضويتها الكاملة فى كل من الجامعة العربية ومنظمة الدول الإسلامية. ويتراوح مستوى هذه البعثات الدبلوماسية بين سفارات وعددها 62 فى الدول التى تعترف بفلسطين كدولة، ومفوضية عامة وعددها 21 كما فى الدول الأوروبية، إلى تمثيل لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية كما فى الولاياتالمتحدةالأمريكية وسوريا والكويت، إلى جانب وجود ممثلية فلسطينية فى بيرو، وسفير غير مقيم فى نيوزلاندا، وبعثة خاصة فى كولومبيا. وبرفع التمثيل الدبلوماسى لفرنسا من مفوضية عامة إلى بعثة دبلوماسية يرتقى ممثل فلسطين لمستوى السفير ويقدم أوراق اعتماده لرئيس الدولة، ويدعى إلى المناسبات الرسمية. أما رفع مستوى التمثيل من مكتب لمنظمة التحرير إلى مفوضية عامة يعنى بعثة دبلوماسية يتمتع رئيسها بالحصانة الدبلوماسية، والمكتب نفسه بها، ورفع العلم الفلسطينى كما السفارات الرسمية. ورغم رمزية هذه الخطوة من قبل فرنسا وأمريكا، كما يقول بعض المحللين، فإن البعض، وبالتحديد حركة «حماس»، اعتبرتها «رشوة مبطنة لجر السلطة لمفاوضات مباشرة رغم التعنت الإسرائيلى بالشروط الفلسطينية لوقف الاستيطان والمصادرة بالقدس». هذا الادعاء رفضته وزارة الشؤون الخارجية فى السلطة، فى بيان، موضحة أن هذه الخطوات تعد إنجازاً للوزارة عملت عليه منذ سنوات، حيث وضعت خطة استراتيجية عام 2008، للعمل على رفع مستوى فلسطين فى جميع الدول للارتقاء بها. وأشارت الوزارة إلى أن هناك توجهاً كبيراً لدى جميع الدول الأوروبية إلى رفع مستوى تمثيلها الدبلوماسى من مفوضية عامة وخاصة إلى بعثة دبلوماسية. وتابع بيان الوزارة: «إن هذا الرفع ليست له علاقة من قريب ولا من بعيد بالمفاوضات المباشرة وغير مباشرة». من جهته، اعتبر المحلل السياسى هانى المصرى فى حديث مع «المصرى اليوم» أن هذه الخطوة تعتبر ترضية بسيطة للسلطة فى ظل العجز الأمريكى وعدم الرغبة فى تقديم أى ضغوط على الجانب الإسرائيلى فى المفاوضات. وتابع: «هذه الخطوة جيدة ولكن يجب وضعها فى سياقها الطبيعى ك(رشوة وترضية) ويجب عدم المبالغة فى التعويل عليها». واعتبر المصرى أن هذه «الرشوة» تأتى مقابل ثمن باهظ، هو العودة للمفاوضات دون التزامات ولا مرجعيات، الأمر الذى يعتبر انتحاراً سياسياً فلسطينياً.