مع الترحيب الفلسطيني والعربي بصفة عامة بمبادرة كل من البرازيل والارجنتين بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية علي حدود الأراضي المحتلة عام1967, فإن مجرد الترحيب لا يكفي حيث تترتب مسئولية التواصل العربي مع مختلف الدول علي المستوي الثنائي وكذا علي مستوي المحافل الاقليمية والقارية والدولية لتأكيد الشرعية الدولية للدولة الفلسطينية التي لا تحظي حتي الآن إلا بمجرد عضو مراقب بالاممالمتحدة وفي الوقت نفسه فإن اسرائيل لا تتواني حتي الآن عن ترويج الادعاء الكاذب لمقولة أن فلسطين أرض بلا شعب, وشعب بلا أرض. لقد جاءت مبادرة كل من البرازيل والارجنتين مؤخرا كمؤشر جديد ودليل واضح علي تنامي الاجماع الدولي علي ضرورة التدخل الايجابي والفاعل لضمان إعادة المصداقية للعملية السياسية وقدرتها علي إنهاء الاحتلال عن كامل الارض الفلسطينيةالمحتلة منذ عام1967 والذي سبق وان عبر عنها الاتحاد الاوروبي في ديسمبر2009, وكذا الاعلان الياباني في نهاية نوفمبر الماضي. يعني هذا أن المبادرات الدولية التي تحظي بها قضية فلسطين حاليا, لا تعني اكتفاء السلطة الفلسطنية بالوقوف علي محطة الانتظار بمعني انتظار مبادرات فردية من جانب واحد او من قبل دول آخري, حيث أن المحك الرئيسي هو تنشيط مبادرات الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وعلي حدود الاراضي المحتلة عام1967 ومن ثم فإن علي السلطة الفلسطينية أن تعلن قائمة الدول التي اعترفت اعترافا صريحا ومتكاملا لشرعية الدولة الفلسطينية وتتبادل معها التمثيل الدبلوماسي والقنصلي علي وجه كامل وتعلن السلطة الفلسطينية ايضا مجموعة الدول الآخري التي تعترف بالسلطة الفلسطينية كأمر واقع حتي تتضح للدبلوماسية الفلسطينية والعربية التحرك المشترك علي جبهة الدول الاخيرة وكذا الدول التي لم تتبادل التمثيل الدبلوماسي ولا تفصح عن الاعتراف الكامل بالسلطة. وثمة مسئولية آخري تواكب المبادرة السابقة وهي رفع مستوي التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني علي مستوي كل الدول. ولقد حدث تطور دبلوماسي في هذا السياق مؤخرا حيث أعلنت فرنسا وأسبانيا والنرويج والبرتغال عن رفع مستوي التمثيل الدبلوماسي في هذه الدول وبات الرؤساء يتلقون أوراق اعتماد السفراء الفلسطينيين في عدة دول ويعني هذا بشكل غير مباشر الاعتراف بالدولة الفلسطينية. ومما يعزز هذا كله التصريحات الفلسطينية التي صدرت مؤخرا بشأن الاتفاق علي هذا المستوي في الفترة القادمة مع دول أوروبية هي: بريطانيا, المانيا, بلجيكا, السويد, النمسا, فنلندا, ايطاليا ويأتي هذا في إطار مخطط دبلوماسي مستقبلي تعمل السلطة الفلسطينية لتحقيقه علي أكبر نطاق جغرافي في مختلف القارات. ولعل نجاح السلطة الفلسطينة في تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي يتطلب في المقام الاول العمل علي وحدة الصف الفلسطيني لا سيما وان الفصائل الفلسطينية رحبت بمبادرة السلطة والخطوة الأولي هي الاسراع بالتوقيع فورا علي الورقة المصرية مع حركة حماس وعلي ضوء الاستعداد الذي ابدته باقي الفصائل للتوقيع علي الورقة. ووحدة الصف الفلسطيني تكتسب اهميتها علي المستوي الدولي من منطلق ان اعلان الدولة الفلسطينية رسميا سوف يتم داخل أروقة الأممالمتحدة نظرا لممارسات اسرائيل العدوانية وادعاءاتها السياسية الباطلة بشأن اطماعها في المزيد من الارض المحتلة ومن ناحية أخري فإن تخلي الولاياتالمتحدة والرباعية الدولية عن تحمل المسئولية الدولية اتجاه جرائم الاحتلال الاسرائيلي والزامه بتنفيذ قرارات المجتمع الدولي التي تؤكد حقوق الشعب الفلسطيني في الدولة المستقلة وعاصمتها القدس والعودة وتقرير المصير. وعودة ملف القضية الفلسطينية الي اروقة الاممالمتحدة واكتسابها شرعية دولية تحقق الاعتراف بدولة فلسطين التي حددتها الاممالمتحدة واسترداد الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف واتخاذ القدسالشرقية عاصمة لبلاده. وأخيرا فإن الاعتراف المتتالي بالدولة الفلسطينية سوف يشكل تحديا للدبلوماسية الامريكية والاسرائيلية ويصعب علي الولاياتالمتحدة استخدام الفيتو في مجلس الامن الدولي في مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية ويكفي الاشارة علي سبيل المثال الي اعلان عشرات الدول من( قارات العالم الثالث افريقيا, آسيا, أمريكا اللاتينية) بالاستعداد الكامل للاعتراف بالدولة الفلسطينية عضوا بالاممالمتحدة.