أعلنت المؤسسات الدينية عن عزمها إيفاد مائة وخمسين داعية إلى العديد من دول العالم -كعادتها كل عام- لإحياء ليالى رمضان المعظم وربط المصريين بالخارج، خاصة بالدول غير الإسلامية بوطنهم، وتعميق الفهم الصحيح لدينهم الحنيف.. هذا أمر محمود لو تم على الوجه الصحيح من حيث اختيار هؤلاء الدعاة باعتبارهم سفراء منوطاً بهم الحفاظ على كرامة وهيبة وطنهم بدرجة لا تقل عن واجبهم تجاه دينهم!.. أقول هذا بعد أن أخبرنى أحد أبنائى الذى يعيش فى إحدى الدول الأوروبية بأن أحد الدعاة الذى قدم إلى مدينتهم فى رمضان الماضى كان يجلس بعد الصلاة لتجاذب أطراف الحديث مع المصلين، ولأن مصر وطن يعيش داخل كل مصرى، خاصة إذا كان خارج أراضيه ولأنه رجل دين فهو مصدق فيما يقول، فقد سأله بعضهم عن الأحوال فى مصر، فإذا به يجيبه بأن الحياة فى مصر صعبة والغلاء فاحش، والرواتب ضئيلة والفساد متوطن، وأن المسؤولين فى مؤسساتهم إنما أوفدوهم إلى هذه البلاد لتحسين أوضاعهم المعيشية ثم نكس رأسه وإذا صمت عميق فوق رؤوس الجميع! وإذا بواحد من المصلين ينتفض قائما وعلى وجهه كل آيات الامتعاض والألم ثم يلقى بورقة مالية فئة عشرة يورو أمام الشيخ ويمضى حانقا.. ولم يلبث أن حذا الباقون حذوه!! والمؤلم أن الأمر بات يتكرر يوميا عقب صلاة التراويح، مما جعل بعضهم يحجم عن أداء الصلوات فى المسجد حتى لا يضطر إلى دفع هذه الضريبة الجديدة، بدلا من أن يسرع إليه ليتنسم أريج الوطن وعبق الطمأنينة والسكينة بعد قضاء أحد عشر شهرا فى صراع تفرضه غريزة البقاء والتطلع إلى مستقبل أفضل!! دعاء من القلب إلى المسؤولين عن اختيار وتوعية هؤلاء الدعاة. ضعوا صالح الدين والوطن شرطاً جوهرياً وأصيلاً يجب توافره فيمن يتم اختيارهم لأداء هذه الرسالة المقدسة بدلا من معايير الدور والدرجة والمجاملة و..و.. وأنتم أيها المختارون اتقوا الله فى دينكم ووطنكم وكونوا خير سفراء لخير وطن، وليكن شعاركم لأداء رسالتكم. نظافة القلب والعقل واليد واللسان. مهندس محمد محمد أبوخشبة مدير عام بوزارة الزراعة سابقا - دسوق