تعقد لجنة مبادرة السلام العربية، اليوم، اجتماعها غير العادى، بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، برئاسة قطر، حيث تستمع اللجنة للرئيس الفلسطينى محمود عباس الذى يقدم تقريراً وتقييماً شاملاً للمفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، على مدى الثلاثة شهور الماضية. ويعرض عباس لأهم نتائج المفاوضات غير المباشرة، والموقف الحالى من الانتقال للمفاوضات المباشرة بين الجانبين، فى ضوء مواقف الحكومة الإسرائيلية، وموقف الإدارة الأمريكية التى تقوم بدور الوسيط فى هذه المفاوضات، حيث يدرس أعضاء اللجنة الوزارية الموقف وتطوراته فى ضوء ما سيقدمه الرئيس الفلسطينى، وبحث الخطوات التى ينبغى اتخاذها. وأكدت مصادر عربية مطلعة ل«المصرى اليوم» أنه من المتعذر الآن الانتقال إلى المفاوضات المباشرة، خاصة فى ظل تعنت الحكومة الإسرائيلية، فيما يتعلق بالإعلان عن مشروعات استيطانية جديدة، وهو ما يخالف الشروط الفلسطينية التى دعت إلى وقف المشروعات الاستيطانية قبل البدء فى المفاوضات المباشرة. وقالت المصادر: إن معظم أعضاء اللجنة لا يوافقون على الانتقال إلى المفاوضات المباشرة، مؤكدة أن عدداً من الدول ستعترض على أى اقتراح خاص بالانتقال للمفاوضات المباشرة وفى مقدمتها سوريا والجزائر والسودان وقطر ولبنان. ولم تستبعد المصادر وجود ضغوط من جانب الإدارة الأمريكية على السلطة الوطنية الفلسطينية وبعض الدول العربية لحثها على الموافقة على الانتقال إلى المفاوضات المباشرة، مؤكدة أنه بالرغم من ذلك فان الأمور تسير باتجاه مخالف بسبب الممارسات الإسرائيلية. وتوقعت أن يكون قرار اللجنة هو الانتظار إلى موعد انتهاء المهلة المحددة للمفاوضات غير المباشرة والتى يتبقى منها ما يقرب من شهر آخر، قبل تحديد مصير المفاوضات. ومن المنتظر أن ترفع اللجنة البيان الصادر عنها لاجتماع الدورة 134 لمجلس الجامعة بكامل هيئته يوم 16 سبتمبر المقبل، وهى محطة مهمة قبل انطلاق اجتماعات الجمعية العامه للأمم المتحدة نهاية شهر سبتمبر المقبل. وتضم اللجنة 13 دولة عربية وهى قطر رئيسا ومصر وسوريا والاردن ولبنان وفلسطين وتونس والجزائر والمغرب والبحرين والسعودية واليمن والسودان، وقد طلبت بعض الدول الحضور منها سلطنة عمان والإمارات بالإضافة للجامعة العربية وأمينها العام عمرو موسى، وقد أنشأت بعد قمة بيروت عام 2002. إلى ذلك أكد عضو المكتب السياسى للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين صالح زيدان أن هناك اتفاقاً بين الجبهة ومصر على أن الانتقال إلى المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى «غير مجد». وقال زيدان فى بيان صحفى أمس عقب لقائه المسؤولين فى القاهرة: إنه كان هناك توافق بين وجهتى نظر الجبهة والقيادة المصرية على أن المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى تتحرك فى الشكل ولكنها جامدة ولم تتقدم فى المضمون وبالتالى لا جدوى من الانتقال إلى المفاوضات المباشرة.