وسط صراخ وبكاء شديدين للأطفال والنساء، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلية أمس، جميع بيوت قرية «العراقيب» البدوية، غير المعترف بها فى النقب، بعد أن اقتحمت قوات كبيرة من الشرطة القرية، مدعومة بأكثر من ألف جندى، فيما وقعت مواجهات بين المواطنين وعناصر الشرطة فى القرية. ووسط تدابير أمنية مشددة وتحليق للمروحيات الإسرائيلية فى أجواء المنطقة، اقتلعت الجرافات الإسرائيلية حتى الأشجار داخل القرية، وأزالت جميع معالمها، وأبعدت ساكنيها عن المنطقة ولم تسمح لهم بإخراج الأثاث من بيوتهم، بعد أن اعتدت على العديد منهم بقوة السلاح، ولم يتمكن الأهالى من مقاومة الشرطة التى استعملت العنف ضدهم، ونقلت الأطفال والنساء من البيوت إلى ساحة المصلى داخل مقبرة القرية، قبيل الشروع بهدم البيوت. وتضم قرية العراقيب حوالى 700 شخص من «عرب 48» يقطنون حوالى 30 منزلاً تم هدمها بالكامل، واقتلعت الأشجار وكل معالم القرية، ودفنوا جميع محتويات البيوت فى حفرة كبيرة لمنع استخدامها. وجاء هدم القرية بناء على أمر صادر عن محكمة «الصلح» فى بئر السبع، أمس الأول. وتعد «القرية» إحدى القرى العربية الراسخة فى النقب. وفى الوقت نفسه، كشف تقرير لمراقب الدولة الأمريكى أن السياسة التى تتبعها الحكومة الإسرائيلية خلال السنوات الأخيرة تمس بجهود الولاياتالمتحدة لإعادة تأهيل وتدريب قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، وفقاً لما ذكرته وكالة «فلسطين برس». وأفادت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية، أمس الأول، أنه بحسب هذا التقرير، الذى تم تقديمه مؤخراً إلى أعضاء لجنة الشؤون الخارجية التابعة للكونجرس الأمريكى، فإن إسرائيل تضع عراقيل أمام نقل بنادق وأجهزة اتصال وعربات وغيرها من المعدات إلى أجهزة الأمن.