«بى. بى» تحفر أكبر بئر بترول فى المياه العميقة فى ليبيا بتكلفة 900 مليون دولار

تبدأ شركة البترول البريطانية العملاقة بريتش بتروليوم «بى. بى» أعمال التنقيب فى المياه العميقة قبالة سواحل ليبيا فى غضون أسابيع، وذلك على الرغم من المخاوف بشأن سجل السلامة والبيئة الخاص بالشركة فى أعقاب التسرب النفطى فى خليج المكسيك.
وقالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية إن هذه الخطوة تأتى فى وقت تواجه فيه «بى. بى» مزيدا من الضغوط بشأن استحواذها قبل 3 سنوات على هذا الحقل الذى يعتبر أكبر حقل نفط وغاز فى الساحل الأفريقى، وطغى هذا الموضوع على الزيارة التى قام بها ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطانى إلى واشنطن الأسبوع الماضى.
ويقع هذا الحقل على بعد 1700 متر تحت مستوى البحر فى الخليج الليبى فى سيرت، وبعمق أكبر من بئر ماكنود فى خليج المكسيك ب200 متر والتى تسببت فى أسوأ تسرب نفطى فى الولايات المتحدة عندما انفجرت منصة البئر فى 20 أبريل الماضى مما أسفر عن مقتل 11 شخصا.
وقال تونى هيوارد، الرئيس التنفيذى لشركة «بى. بى» فى تصريحات ل«فاينانشيال تايمز»: «أعمال الحفر ستبدأ فى غضون أسابيع».
وذكرت «فاينانشيال تايمز» أن فرض الرئيس الأمريكى باراك أوباما قراره بوقف أعمال التنقيب والحفر فى خليج المكسيك يسلط الأضواء على الأهمية المتزايدة للاستكشاف عبر سواحل البحر المتوسط.
وأضافت: «إن الحفار الأمريكى دايموند أوفشور يتحرك الآن من خليج المكسيك فى الطريق إلى مصر، فى حين بدأ الحفار الأسترالى باكس APX فى أعمال الحفر الأسبوع الماضى بين تونس وإيطاليا، بينما تخطط شركة «شل Shell» لبدء أعمال التنقيب قريبا فى غرب جزيرة صقلية».
من جانبه، يقول شكرى الغانم، رئيس الشركة الوطنية الليبية للبترول الذى وقع العقد مع «بى. بى» بحضور هيوارد ورئيس الوزراء البريطانى تونى بلير وقتها: «إنك لا تكف عن الطيران بسبب حادث تحطم طائرة».
وأعرب خبراء البيئة والسياسيون الأوروبيون عن قلقهم من تلك الخطط، وقد اقترح مفوض الطاقة الأوروبى، أوتينجر غونتر، تعليق أعمال الحفر فى المياه العميقة، ولكنه فشل فى الحصول على رد من الدول المطلة على البحر المتوسط.
ودعا أنطونيو دى، رئيس لجنة البيئة فى مجلس الشيوخ الإيطالى، إلى اتباع نهج موحد من جانب الحكومات فى هذه القضية.
وعلى خلفية عمليات تنقيب «بريتش بتروليوم» فى ليبيا، أكد وزير الخارجية البريطانى وليام هيج أن المجموعة النفطية لم تؤد أى دور فى الإفراج عن الليبى عبدالباسط المقرحى، المدان فى قضية اعتداء لوكيربى.
واتهمت المجموعة النفطية البريطانية بممارسة ضغوط على السلطات البريطانية من أجل الإفراج عن المقرحى كى تحصل على عقد للتنقيب عن محروقات قبالة سواحل ليبيا.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلن فيه متحدث باسم منسقى عملية تنظيف التسرب النفطى فى مياه خليج المكسيك، أنه سيكون بمقدور السفن العودة إلى الخليج فى غضون ساعات لمواصلة سحب النفط، وذلك فى الوقت الذى بدأت فيه العاصفة المدارية «بونى» تضعف.
من جانبه، أكد كينيث فاينبرج، المسؤول عن صندوق تعويضات «بى. بى» وحجمه 20 مليار دولار، أن شركة الطاقة البريطانية العملاقة تماطل فى تعويض المتضررين من التسرب النفطى فى خليج المكسيك.
وتعطلت آلاف الأنشطة التجارية فى الولايات المطلة على خليج المكسيك بسبب التسرب النفطى الذى بدأ عقب انفجار وحريق فى منصة حفر فى المياه العميقة بالخليج تابعة لشركة «بى. بى» فى أبريل.
وقال فاينبرج فى اجتماع فى مجلس مدينة الاباما «لن تسير الأنشطة التجارية كالمعتاد بعد اليوم»، مشيراً إلى حجم الإحباط الذى يشعر به الناس على الساحل.
وأنشأت «بى. بى» الصندوق فى يونيو تحت ضغط من إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما.