قالت ليزا أندرسون، وكيل الجامعة الأمريكيةبالقاهرة للشؤون الأكاديمية، وأستاذ العلوم السياسية، إن «من يقرأ الصحف الأمريكية يتخيل أن الدولة المصرية أصبحت هشة وعلى وشك الانقسام إلى الآلاف من القطع، وأنها ستدخل فى حالة من الفوضى بعد الرئيس الحالى حسنى مبارك». وأضافت، فى مقال لها بمجلة «فورين بوليسى» الأمريكية، إن «الحكومة المصرية ليست واثقة ومطمئنة فى الوقت الحالى، والسكان غير راضين بشكل عام، لكن سوء الأوضاع والخوف هوالوصف العادل والدقيق للوضع الآن فى مصر». وقالت: «عدم وجود خطة منظمة، لا يعنى الفوضى، فمصر ليست هشة لكنها تبحر وسط طوفان التغيير، ولا أحد حتى أشد المتحمسين لانتقاد الحكومة يريد أن يرى أن المركب ستنقلب». وأشارت، فى المقال المنشور تحت عنوان «هل يمكن لمصر أن تتغير؟ توقعات الإصلاح الاقتصادى»، إلى إن هناك قدراً كبيراً من التغيير حدث فى مصر خلال العقد الأخير، ومعظم المصريين يتطلعون للمزيد ويشعرون بعدم الارتياح تجاه الوضع الحالى، مشيرة إلى أن السؤال الآن «ليس هل سيحدث تغيير أم لا، لكن ما سرعة هذا التغيير وكيف تمكن إدراته». وقالت ليزا إن المعضلة الأساسية ليست فى خلافة مبارك، التى تستهلك تفكير 80 مليون مصرى الآن، بل فى أن هناك 40 ألف طفل مصرى ولدوا الأسبوع الماضى، وهو نصف عدد المواليد فى الولاياتالمتحدة، وسيزيد العدد إلى 2 مليون طفل بحلول نهاية العام الجارى. وتابعت: «إن التحديات السياسية فى مصر واضحة، وتنشر على الصفحات الأولى من الصحف اليومية المحلية»، مشيرة إلى أنه خلال الأسبوع الماضى فقط نشرت الصحف موضوعات حول النزاع على مياه النيل، وشكاوى من نتيجة الامتحانات، لافتة إلى أن هناك بحثاً دائماً عن التمويل الأجنبى للمشروعات الخاصة والعامة للحفاظ على خزائن الحكومة، والحفاظ على نسبة محترمة من معدل النمو الاقتصادى وصلت إلى 7 % من معدل الناتج المحلى عام 2007، ولم تتأثر كثيرا فى الأزمة المالية العالمية ووصلت إلى 4.5% والفضل فى ذلك للنظام المصرفى القديم والصغير فى البلاد. وأضافت: «إن التكنولوجيا ربما تكون قد حولت بعض المصريين إلى مليارديرات، لكنها جعلت الحركة أسهل فى القاهرة التى تعانى ازدحاما مروريا، فسهلت تنظيم مظاهرات للتعبير عن الحب لفريق كرة القدم، أو تأييد دعوة البرادعى للتغيير، أو الاحتجاج على سياسات الحكومة العمالية، وسهلت تدفق المعلومات سواء كانت صحيحية أو خاطئة، مما أدى إلى تغيير العلاقة داخل الأسرة، وبدأ النساء والأطفال يتفاوضون على الاستقلالية».