ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن عالم الاستخبارات والأمن الأمريكى أصبح كبيراً جداً، بحيث أنه أصبحت له خريطة لها شكلها الخاص، وعلى الرغم من تعقد هذه الخريطة وتشابكها فإنها غير ظاهرة للأمريكيين العاديين، مشيرة إلى أنه بعد 9 سنوات على أحداث سبتمبر فإن المنظمات الأمنية الأمريكية نمت بشكل «مبالغ فيه»، بما جعل قيامها بالهدف الذى قامت من أجله أمراً مشكوكاً فيه. ورصدت الصحيفة العديد من الحقائق المتعلقة بالمنظمات الأمنية الأمريكية والمختصة بمكافحة الإرهاب، من بينها أن هناك 1271 منظمة حكومية و1931 شركة خاصة تعمل فى مكافحة الإرهاب، فضلا عن أن تلك المؤسسات تسيطر على ما يزيد على 10 آلاف موقع ميدانى فى الولاياتالمتحدة وحدها. وتم إنشاء 263 منظمة متخصصة فى مكافحة الإرهاب فى أعقاب هجمات 11 سبتمبر من بينها منظمة تشكل قوة خاصة لتعقب الإرهابيين واقتناصهم، وأخريات لتعقب أسلحة الدمار الشامل والحرص على عدم وقوعها فى أيدى الإرهابيين، وفئة أخرى تسعى لمنع الهجمات الإرهابية برصد أى مؤشرات أولية للإرهاب، والتأكد من صحة التهديدات أو زيفها، فضلاً عن منظمات تراقب الإنترنت وتسعى لمنع استخدام التكنولوجيا ضد الولاياتالمتحدة. ويعمل فى تلك المنظمات حوالى 850 ألف شخص، فى 33 مبنى تم بناؤها أو قيد الإنشاء لتعمل فى الشؤون المتعلقة بمكافحة الإرهاب، وتعادل مساحة هذه المبانى مجتمعة 3 أمثال مساحة البنتاجون أى حوالى 17 مليون قدم مربع، كما نمت المؤسسات التابعة للاستخبارات العسكرية الأمريكية ليتضاعف عدد العاملين فيها من 7500 شخص إلى 16000 شخص، كما تضاعفت ميزانيتها وميزانية مكتب التحقيقات الفيدرالية (إف. بى. آى). وتقوم العديد من تلك المنظمات بنفس الوظيفة، مما يتسبب فى الارتباك وإهدار الموارد، ومن بين ذلك أن 51 وكالة حكومية وأخرى تابعة للجيش تعمل على تتبع أموال الشبكات الإرهابية، كما أن تلك المنظمات تصدر حوالى 50 ألف تقرير سنوياً مما يجعل مصير غالبية تلك التقارير التجاهل. ولا شك أن حادثة «فورت هود» التى قتل فيها 13 عسكرياً أمريكياً وغيرها من محاولات الاعتداءات الإرهابية لا تعود إلى نقص المعلومات ولكن إلى غياب التنسيق والتركيز. وتعمل ثلثا المنظمات الأمنية فى إطار وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، وعلى الرغم من كبر حجمها وكم الموارد الكبير الذى يتم تخصيصه لها فإن عدداً محدوداً للغاية من قادة الوزارة بوسعهم الاطلاع على التقارير الصادرة منها. وتنقل صحيفة واشنطن بوست عن وزير الدفاع الأمريكى روبرت جيتس، فى مقابلة معها، أنه لا يمكن أن يحصل فى بعض الأحيان على معلومات دقيقة بسبب تشبك وتعقد عمل المنظمات الاستخباراتية الأمريكية، كما تنقل عن مدير المخابرات الأمريكية «سى. آى. إيه» ليون بينتا قوله إنه بدأ برنامجاً لتقليص النفقات، مضيفا: «مع مستوى العجز فى الميزانية فى الوكالة فى الوقت الحالى، فإننا سنرتطم بالحائط إن آجلا أو عاجلا. وتبلغ الميزانية الرسمية للمخابرات الأمريكية وحدها 75 مليار دولار، وذلك على الرغم من أن غالبية العمليات العسكرية على الأرض لا تقوم بها الاستخبارات ولكن أجهزة وزارة الدفاع.