عاد العنف مجددا إلى إقليم بلوشستان جنوب شرق إيران على ضوء التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا مسجدا شيعيا فى مدينة زاهدان، مساء أمس الأول، وارتفع عدد ضحاياهما إلى 36 قتيلا وأكثر من 300 مصاب، فيما أعلنت وزيرة الصحة الإيرانية مرضية دستجردى أن 270 جريحا سقطوا فى التفجيرين منهم 27 لقوا مصرعهم صباح أمس فى المستشفيات بينهم 11 فى حالة حرجة جداً. ولم تشر دستجردى إلى المحصلة النهائية للقتلى، حيث تتضارب الأنباء حول عددهم، وقالت إن طائرة خاصة تحمل معدات وأطباء تم إرسالها من طهران إلى زاهدان لإسعاف الجرحى، موضحة أن 170 على الأقل من المصابين أجريت لهم عمليات جراحية، بينما أكدت مصادر أمنية أن عدداً من قوات الحرس الثورى من بين الضحايا. وأكد مندوب زاهدان فى البرلمان الإيرانى حسين على شهريارى أن الانفجارين كانا نتيجة لعمليتين انتحاريتين، حيث كان أحد الانتحاريين يرتدى ملابس نسائية يحاول الدخول إلى المسجد ولدى منعه من الدخول فجر نفسه على الباب وقتل عدة أشخاص وبعد دقائق فجر الانتحارى الثانى نفسه وسط الجموع، التى جاءت لنجدة ضحايا الانفجار الأول. وجاء ذلك فى الوقت الذى ذكرت فيه مصادر بلوشية فى زاهدان أن مجموعة من الشيعة فى المدينة هاجموا محالا تجارية فى سوق سلمان زاده وأحرقوا العديد منها، بينما اندلعت اشتباكات بين الشيعة والسنة بالعصى والحجارة، الأمر الذى أجبر قوى الأمن على التوجه إلى هذه المناطق، للسيطرة على الأوضاع. وتبنت جماعة «جندالله» المسؤولية عن التفجيرين وقالت إنها «انتقام لإعدام طهران زعيمهم عبدالملك ريغى، لاتهامه بالوقوف وراء العمليات المسلحة فى إقليم بلوشستان جنوب شرق إيران، وهو الإقليم الذى تقطنه أغلبية بلوشية سُنية ويشهد بين الحين والآخر أعمال عنف ضد المؤسسات الحكومية والأجهزة العسكرية الأمنية. وتتهم طهران «جندالله» بالارتباط بالاستخبارات المركزية الأمريكية تارة وبتنظيم القاعدة تارة أخرى، إلا أن الجماعة تقول إنها تدافع عن الحقوق القومية والمذهبية للأقلية البلوشية فى إيران. من جانبها، نددت الخارجية الأمريكية بالهجوم وقالت وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون إن بلادها تعرب عن تعازيها لعائلات الضحايا وتطالب بملاحقة المسؤولين عن الهجمات. وحول تداعيات قضية العالم النووى الإيرانى شهرام أميرى، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن أميرى الذى اتهم عملاء أمريكيين باختطافه قبل عام «عمل مخبرا لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية فى إيران لعدة سنوات». وأكد المسؤولون أن «أميرى» الذى وصل طهران، أمس الأول، هو الذى أبلغ ضباط المخابرات الأمريكية كيف أصبحت جامعة فى طهران المقر السرى لجهود إيران النووية، مشيرين إلى أن أميرى كان أيضا أحد مصادر التقييم القومى المخابراتى الأمريكى لبرنامج الأسلحة المشتبه به لإيران، الذى نشر عام 2007 وثار حوله جدل كبير.