سأكون ما وسعت يداى من الأفق سأعيد ترتيب الدروب على خُطاى سأكون ما كانت رؤاى أنا من رأى (محمود درويش) قبل أقل من عام، كنت مع زملائى فى «المصرى اليوم» على مائدة إفطار رمضانى، نتجاذب أطراف الحديث فى موضوعات مختلفة، ونضحك فى ود بانتظار آذان المغرب، وعندما وصل المهندس صلاح دياب، أضفى جواً من الحيوية بطريقته المميزة جداً، وقبل أن يجلس على كرسيه، أخرج ورقتين مصورتين من مجلة أجنبية، وطلب منى الاطلاع عليهما، وترجمتهما إن أمكن، وبدافع الفضول بدأت أتصفح النص الذى حمل عنوان «10 خطوات توفر لك حياة سعيدة»، وبدأنا نتناقش حول الموضوع، وأسلوب كتابته الذى يتلخص فى نقاط محددة بلا شرح تفصيلى أو إسراف فى البلاغة، وبعد آذان المغرب انهمكنا فى الإفطار، ومناقشة قضايا أخرى فى الصحافة والسياسة وأحوال البلد، لكن هذا المشهد ظل يشغلنى، وظلت بعض النقاط التى توقف تثير فى نفسى الكثير من الأسئلة، ربما لأننى كنت فى مرحلة فاصلة لمراجعة أمور كثيرة فى حياتى، وبدا الموضوع كله، وكأنه رسالة من الله لتساعدنى على إعادة ترتيب شؤونى.. كانت النصائح بسيطة جداً، لكنها مؤثرة جداً، ومنها: لا تجعل شخصاً أو حادثاً يعكر حياتك طويلاً، ولا تصدق من يقول إنك فاشل، ولا تصاحب اليائس والكئيب، وثق أنك تستطيع أن تقود حياتك للأفضل إذا تجرأت وألقيت بالمنغصات فى سلة المهملات، وأفسحت حياتك للأمل، والتفكير الإيجابى، والأحلام الواقعية. كانت المشاكل التى أمر بها تبدو لى مثل جبل يصعب تحريكه أو التخلص منه، وكنت أشعر بأننى مثل كل الناس محكومة بأقدار لا فكاك منها، وليس أمامى إلا أن أستسلم وأتعايش معها، لكن هذه «الرسالة الرمضانية» كانت بشيراً بأننى يمكن «أن أكون كما أريد».. شعرت بأننى قادرة على تجاوز الحفر الصغيرة التى توقعنا فيها الأيام، وأننى أستطيع أن أكون ما وسعت يداى من الأفق، وشعرت بأن الصباح ينادى خطاى لكى تستمرّ على الدرب يوماً جديداً، بل إننى يمكن أن أعيد ترتيب الدروب على خطاى، وأكون ماكانت رؤاى، وفعلتها، وصرت نفسى، والمفاجأة أن ما توهمته لسنين طويلة قيوداً لا أستطيع التخلص منها، كانت مجرد خيالات لا قوة لها إلا أننى صدقتها، والكآبة التى كانت تحيطنى مثل سور من السلك الشائك، لم تكن إلا ظلاً انعكس من ظلام النفس، وعندما تجرأت ومددت يدى وأشعلت شمعة الأمل، لم أظل أسيرة بقعة الضوء الصغيرة، لكن الشمس ذاتها أشرقت فى حياتى، لقد صنعت سعادتى بنفسى، لذا أدعوكم أن تفكروا فى حياتكم، وتراجعوا أوهامكم، وسوف تكتشفون أن أشباح التعاسة التى تتذمرون منها ليست إلا عذابات وهمية من صنع أيديكم، تخلصوا منها، وتعلموا الاستمتاع بالحياة.