التعبير عن الاتجاهات السياسية والآراء الثقافية والدينية تعدى مرحلة النشر عبر التواصل الإلكترونى عن طريق رسائل المحمول أو حتى الفيس بوك، فظهرت ظاهرة جديدة بطول كورنيش الإسكندرية هى التواصل عن طريق البلوكات الخرسانية الموجودة لصد الأمواج، البلوكات التى تنجح سنويا فى صد النوة ربما فشلت فى صد الاختلاف الثقافى والاحتقان الدينى الذى تعانيه مصر. فتحولت البلوكات إلى chat board كبيرة، بدأت من التيار الدينى الذى بدأ قبل أعوام بكتابة عبارات «أترضاه لأختك؟» مع رسم لما يشبه البطريقين يحضنان بعضهما البعض لتأنيب عشاق الكورنيش، وهو ما دفع التيار الرافض، للتوغل الدينى، للرد، فكتب له البعض «أيوه أرضاه» و«أهم حاجة فى الدنيا الاختيار والحرية» واتجه البعض لرسم قلوب حول رسمته وكتابة عبارات غزلية و كتبت إحداهن على لسان فتاة «بحبه يا بابا!» وأخرى كتبت له «أنا حرة». فعاد التيار الدينى ليرد عليهم هو الآخر فكتب لهم «اتقى الله يجوزك» ليبين حسن نيته وإنه نفسه الناس كلها تتجوز و تعيش حياتها، فرد عليه زوار الكورنيش مرة أخرى «أهم حاجة فى الدنيا الحب» و«love is all we need» وكتب له أحد الشباب أغنية محمد منير «مش محتاج أتوب حبك مش ذنوب»، بينما كتب له البعض «الشيطان يعظ»، فعاد التيار الدينى للرد وكتب لهم «الحب مش عيب الحب الحرام هو اللى عيب». وبعيدا عن الصراع الدينى على بلوكات الخرسانة، ظهرت عبارات تحمل دلالات سياسية مثل «المجد للذى قال لا» و«الثورة» و«أنا مبخافش من الظابط» و«اتكلموا .. الصمت عار» إلى جانب طباعة حرف A داخل دائرة وهى تعنى Anarchy أو الفوضى وهى علامة لمتمردين إنجليز خلال السبعينيات. بالإضافة لتعبير بعض الشباب عن الوضع الاجتماعى داخل البلوكات من خلال التعبير عن أزمة الحشيش من خلال عبارات مثل «الحشيش؟» أو «الأوله بلدى وغيرها مليش حتى وهى مفيهاش حشيش».