أيها البرادعى.. اسمعها منى

أنا المصرى.. هل تعلم من أنا؟ أنا التاريخ.. أنا الإرادة.. أنا الريادة.. أنا من اتبعنى العرب أينما خطوت.. أنا مثلهم الأعلى.. أنا من يشهد العالم على حضارتى وعنفوانى.. أنا من يغنى العالم باسمى وأرضى.. قل هذا للعالم وردده عنى.. سأصدقه أنا وأنت.. وأعلم أنه قد لا يصدقنا أحد!!.. نعم أنا التاريخ هل لمست عمرى؟..
 أنا الفخور بجدى.. الضعيف بنفسى.. أنا السر بين أضلاعى سأخبرك به، وأستحلفك لا تذع سرى!.. إذا سمعتنى أقول أنا التاريخ فاعلم أننى لم أعد أملك غيره.. وإذا قلت لك امض بخطى واثقة وأنا معك.. فاعلم أن بين أضلعى قلباً يرتجف.. وصوتاً يرتعش وخوفاً من ضعفى واستكانتى.. أنا الذى أحلم ولا يتحقق حلمى.. أكذب حتى لا يعرف الناس انزوائى.. أنا الذى أصرخ وأهلل على توافه الأمور وأنكر تفاهتى..
أثور على صغائر الحوادث وأترك ظالمى ولا أثور عليه.. أنا الذى نقدت أبى لما صبر على ملك يقال ظالم.. وغدا سيأتى دورى لينقدنى ولدى.. أنا الذى أعرف سلبيتى ولا أتحرك لأغير حالى.. أنا الذى أدعى العلم ولم أبذل فيه جهداً.. وأدعى المعرفة وليس لى طريق إليها.. أنا الذى ألعن ظروفى وأمقت الحظ الذى لم يذكرنى.. أنا الذى أبيع صوتى لسارقى ليكون سيدى.. أنا الذى أبيع نفسى كل يوم ليقتات ولدى.. أنا الذى أجهل مستقبلى إن لم يكن يومى..
أنا الذى أستقبل من العالم ولا أحس بجهلى.. أنا الذى أنسيت نفسى أن القادم لن يأتى إلا بيدى.. أنا من تركت حقى وصنعت الضعف بأهل بيتى، وعلمتهم الحمد.. أنا وأنا وأنا.. والكل يعرف حالى.. أنا المصرى ابن اليوم.. هل عرفت من أنا.. اسمعها منى ولا تنادنى.. أخشى أن أكون قد مت.. والأكثر أخشى أن تكون أنت من يغنى فى القبور!!
د. أشرف المكاوى
ash_mekawey@yahoo.com