مختار مختار يكتب: قراءة فنية لمباراة غانا وأمريكا.. النجوم السوداء أسقطت «المارينز» الأمريكى بمهارة «جيان» وبسالة «كينجستون»

■ واصل المنتخب الغانى عروضه الرائعة فى نهائيات كأس العالم 2010 بعدما نجح فى حجز بطاقة التأهل لدور الثمانية على حساب نظيره منتخب الولايات المتحدة الأمريكية بعد فوزه عليه 2/1 فى المباراة التى جمعت بين الفريقين مساء أمس الأول ليكون بذلك المنتخب الأفريقى الثالث فى تاريخ النهائيات الذى يصل إلى هذا الدور بعد الكاميرون فى مونديال 1990 بإيطاليا والسنغال فى 2002 بكوريا الجنوبية واليابان،
والواقع أن المنتخب الغانى أمامه فرصة ذهبية للذهاب بعيداً فى هذه البطولة وكتابة تاريخ جديد للقارة السمراء إذا نجح فى تجاوز نظيره المنتخب الأوروجوانى فى المباراة المقبلة، وأرى إمكانية ذلك فى ظل الإحراج الكبير الذى سببه المنتخب الكورى الجنوبى لأوروجواى خلال مباراة الفريقين فى دور ال16.
ويحسب للمنتخب الغانى نجاحه فى الفوز على المنتخب الأمريكى مجدداً رغم التفوق البدنى والتكتيكى الكبير لمنافسه فى البطولة الحالية، وكان قد تغلب عليه من قبل فى الدور الأول لمونديال 2006 بألمانيا.
■ نجاح النجوم السوداء فى عبور عقبة المنتخب الأمريكى القوى يعود لعدة أسباب، أولها الجماعية التى تميز أداء الفريق بدءاً من خط الدفاع القوى وحتى المهاجم الوحيد فى المقدمة جيان آسامواه، ويعول المنتخب الغانى على مهارة هذا اللاعب المحترف فى صفوف رين الفرنسى بشكل كبير حتى الآن، خاصة أنه أحرز وحده 3 أهداف من الأربعة التى سجلها المنتخب الغانى، فضلاً عن الدور الكبير لحارس المرمى المتألق ريتشارد كينجستون الذى ساهم فى هذا الإنجاز التاريخى أيضاً لتألقه فى إنقاذ مرماه من عدة فرص أمريكية.
■ الشوط الأول من المباراة جاء نموذجياً من المنتخب الغانى الذى كان الطرف الأفضل نتيجة الانتشار الجيد للاعبيه ونجح فى التقدم بهدف السبق بفضل المهارة الفردية للاعب وسط بورتسموث برينس بواتينج، وكان يمكن للنجوم السوداء إضافة المزيد من الأهداف لولا الاستعراض الزائد والتباطؤ فى إنهاء الهجمة، وشكل الثنائى أسامواه جيان وكوادو خطورة كبيرة على الدفاع الأمريكى،
ولكن يحسب للمدير الفنى للمنتخب الأمريكى بوب برادلى التغيير العبقرى الذى أجراه مبكراً لتصحيح أوضاع فريقه بالدفع ب«موريس أيدو» بدلاً من ريكاردو كلارك ليعود الانضباط للفريق ويسيطر على وسط الملعب ويبدأ فى تشكيل خطورة كبيرة على مرمى غانا، وعموماً يعيب المنتخب الغانى فى هذه البطولة عدم وجود نزعة هجومية قوية لدى لاعبيه عقب إحراز هدف التقدم فى أى مباراة، فبعد تسجيل الهدف يتراجع مستوى الأداء ويميلون للدفاع بشكل كبير.
■ وفى الشوط الثانى تابعت الولايات المتحدة بحثها عن التعادل مستغلة تراجع الغانيين إلى الدفاع ونجحت فى ذلك بعد حصولها على ركلة جزاء مستحقة سجل منها دونافان هدف التعادل، وكان يمكن للفريق الأمريكى تحقيق الفوز فى هذا الشوط لولا براعة كينجستون وتسرع مهاجميه فى إنهاء بعض الهجمات، حيث كان أبرز لاعبى الفريق خلال اللقاء إلى جانب ديمبيسى ومعهما الثنائى دونافان ومايكل برادلى. فى الوقت الإضافى تساوى الفريقان تقريباً فى السيطرة وامتلاك الكرة،
إلا أن المهارة الفردية رجحت كفة النجوم السوداء بفضل المتألق جيان أسامواه الذى استقبل بقوة التمريرة الطولية من قلب دفاعه واخترق بها صوب المرمى الأمريكى وتجاوز اثنين من مدافعى الولايات المتحدة وسدد بكل قوة داخل مرمى تيم هوارد مسجلاً هدف الفوز لفريقه، وهو الأغلى فى مسيرته مع المنتخب الغانى حتى الآن، وأعتقد أن جيان سيكون محط أنظار أندية عالمية كبيرة بعد هذا الهدف الجميل.