أكد الدكتور رمضان أبوالعلا، أستاذ هندسة البترول، النائب السابق، أن ما جاء فى التقرير الإحصائى السنوى للطاقة العالمية، الذى أصدرته شركة بريتش بتروليم منذ أيام بشأن الاستهلاك العالمى للنفط والاحتياطيات العالمية المؤكدة حتى 2009 غير صحيح على الإطلاق ويخالف ما أوردته تقارير ودراسات علمية موثقة، وأعرب عن خشيته من أن يكون قول برييتش بتروليم (بى بى) إن الاستهلاك العالمى سجل أكبر تراجع منذ 28 عاما وإن الاحتياطيات العالمية المؤكدة من النفط بلغت 1.33 تريليون برميل بزيادة 700 مليار برميل عن 2008، هدفه تسهيل أى مفاوضات تجريها بريتش بتروليم مع الجانب المصرى وبحيث يظهر المفاوض المصرى بأنه قد حقق إنجازات كبيرة أمام الرأى العام المصرى، مهما كانت شروط الجانب الآخر وذلك عند إبرام أى اتفاقيات فى ظل تناقص الاستهلاك العالمى للنفط وتزايد الاحتياطيات العالمية، الذى أشارت إليه تقارير بريتش. أضاف أبوالعلا الذى يشغل عضو المجلس الأعلى للثروة المعدنية (المجمد) أن من الصعب قبول بيانات بريتش لعدة أسباب منطقية أولها: أنه فيما يتعلق بمعدل الاستهلاك العالمى للنفط فإن البيانات الموثقة الصادرة من عدة مصادر رسمية، من بينها (International Energy Statistic (I.E.S وهو مصدر علمى محايد، تؤكد تزايداً مستمراً فى الاستهلاك العالمى للنفط، وعلى سبيل المثال فقد كان الاستهلاك العالمى اليومى حوالى 66.6، 73، 76، 76.6، 78.1، 82، 84، 85، 86 مليون برميل يوميا فى الاعوام 1993، 98، 2003، 2004، 2005، 2006، 2007 على التوالى وأن التراجع قد حدث منذ عام 2007 حتى وصل إلى 83.7 عام 2009، ومع ذلك فان هذا الاستهلاك أكبر من أى استهلاك عالمى للأعوام السابقة لعام 2005 . وهذه البيانات تدحض ما جاء بتقرير «بى بى» الذى أوضح أن عام 2009 قد سجل أكبر تراجع لاستهلاك النفط العالمى منذ 28 عاماً. وفيما يتعلق بالاحتياطيات العالمية المؤكدة فإن المصادر الموثقة تؤكد – حسب أبوالعلا - أن الاكتشافات النفطية المؤثرة فى رفع قيمة الاحتياطيات العالمية قد اختفت بالمرة وبمراجعة سريعة للاحتياطيات العالمية سنجد أنها كانت 723 مليار برميل عام 1993، 1.023 تريليون برميل عام 2003، مما يعنى زيادة 300 مليار برميل خلال عشر سنوات وبمعدل زيادة قدره حوالى 30 مليار برميل سنويا أما الزيادة بين عامى 2008، 2009 هى 10 مليارات برميل فقط وليست 700 مليار برميل، كما جاء فى تقرير بريتش بتروليم، كما أن متوسط الزيادة السنوية فى الاحتياطات العالمية لا يتعدى 15 مليار برميل سنوياً خلال السنوات العشر الماضية. وعن الاستهلاك العالمى لجميع أنواع الطاقة (وقود أحفورى، طاقة مائية، طاقة نووية) قال أبوالعلا إن هناك تراجعا فى الاستهلاك العالمى بمقدار 1.1٪، وذلك بسبب الأزمة المالية العالمية وإن هذا التراجع حدث على مدى ثلاث سنوات فقط وإن البترول يظل أكبر مصدر للاحتياطيات العالمية من الطاقة (حوالى 35%)، يليه الفحم (حوالى 29% )، الغاز الطبيعى(حوالى 24% ) ثم الطاقة النووية (حوالى 5.5%) وقد تراجعت حيث كانت 6.1 منذ 5 سنوات وأخيراً تسهم الطاقة المائية ب 6.6% وهو معدل ثابت مع زيادة سنوية طفيفة. ودعا أبوالعلا الجهات المعنية المصرية المنوط بها اتخاذ قرارات مصيرية تتعلق بثرواتنا النفطية لأن تتعامل بحذر شديد عند إبرام أى اتفاقيات مع هذه الشركة التى لم تتورع عن إصدار مثل هذا النوع من المعلومات غير الصحيحة للتأثير على قراراتنا وخدمة مصالحها. كانت «المصرى اليوم» قد نشرت تقرير «بريتش» نقلا عن بلومبرج يوم 10 يوينو. يذكر أن البرلمان وافق بالفعل على اتفاقيتين مع «بى بى» تم فيهما تغييرنموذج اقتسام الإنتاج السارى منذ سنين ليحصل الشريك الأجنبى بمقتضى التغيير على كامل إنتاج الحقول من النفط والغاز.