دخلت مدينة دمنهور فى البحيرة، منافسة حامية بينها وبين شقيقتها رشيد فيما يتعلق بارتفاع أسعار الأراضى والعقارات، ففى الوقت الذى تتجه فيه الأنظار إلى الأخيرة بعد تطويرها وتحويلها إلى متحف مفتوح، لاتزال دمنهور تتمتع بالإقبال الشديد على عقاراتها حتى أصبحت مقصد عدد كبير من أبناء الدلتا. وصاحب عمليات التطوير التى تجرى فى مدينة رشيد، ارتفاع فى أسعار أراضى البناء، والوحدات السكنية التى وصل سعر المتر فيها إلى 5 آلاف جنيه، فيما وصل سعر الأرض إلى 30 ألف جنيه للمتر، خاصة فى ظل ندرة الأراضى، مما جعلها تنافس وبشدة العاصمة نفسها. قال عدد من أبناء المدينة إن تميز دمنهور بطابعها المعمارى الأصيل، جعل المحافظة تحرص على إلزام جميع المقاولين، والأهالى بهذا الطابع، الذى يستلهم خصوصيته وروحه من طراز «أوبرا» دمنهور التى أنشئت فى نفس توقيت مثيلتها القاهرة، واحترقت فى عهد الملك فؤاد، موضحين أنه رغم أهمية الحفاظ على هذا الطابع المميز، فإنه كان أشبه بالنقمة على المدينة، حيث أصبح الكثيرون يفضلون السكن فى أبراجها التى يتم تشييدها حاليا عن طريق مقاولين من الإسكندرية، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار. قال فتحى مرسى، رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية فى المحافظة، إن عمليات التطوير التى شهدتها المدينة، وعلى رأسها إعادة افتتاح أوبرا دمنهور، أصبحت علامة فارقة فى تاريخها، حيث ألزمت إدارة التخطيط العمرانى فى المحافظة جميع المواطنين ب«استلهام» روح الأوبرا وتصميماتها، عند إعداد تصميمات المبانى الجديدة، مع توحيد الطراز المعمارى بالمدينة خاصة فى الشوارع الرئيسية مثل ميدان الساعة، وعبد السلام الشاذلى، والجيش، وهو ما جعل للمدينة طابعاً مميزاً وجذابا للزوار وللمستثمرين. وأضاف مرسى: «نظرا لندرة أراضى البناء، وفى ظل زيادة الطلب على الوحدات، ارتفعت أسعار الأراضى بشكل كبير، حيث وصل سعر أراضى البناء إلى 30 ألف جنيه للمتر، لافتاً إلى أن بعض شركات المقاولات تسعى لشراء المبانى القديمة وهدمها، أو المشاركة مع أصحابها لبناء الأبراج مكانها، موضحاً أن دخول مقاولى الإسكندرية كان العامل الرئيسى وراء ذلك، خاصة بعد توقف عمليات البناء فى الإسكندرية لفترة طويلة. وتوقع مرسى انخفاض الأسعار خلال العام الجارى ، فى ظل زيادة عمليات هدم المبانى القديمة وبناء الأبراج، مشيرا إلى أن هناك وحدات لم يتم بيعها منذ اندلاع الأزمة المالية، وهناك اتجاه لأصحابها لبيعها بسعر تكلفتها فقط. وقال علاء نوفل، مستثمر عقارى، إن عمليات تطوير المدينة المتمثلة فى الاهتمام بالشكل، والحفاظ على الطراز الرومانى، مع الالتزام باللونين الأبيض والبيج، وهما اللونان المتعارف عليهما فى المحافظة للحفاظ على النسق المعمارى والبصرى للمدينة أدت إلى ارتفاع الحس الجمالى لدى المواطنين الذين أصبحوا أكثر اهتماما بالجماليات، ويفضلون السكن فى برج من أبراج وسط المدينة وهو ما أدت إلى ارتفاع الأسعار دون وجود حل. وأكد نوفل أن المدينة تواجه صعوبات تتمثل فى الحصول على التراخيص، رغم بدء تطبيق قانون البناء الموحد، وهو ما يعطل عمليات الاستثمار العقارى فيها.
